بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 18 يوليو 2011

مقتطفات من مقال جمالية الموت



مقتطفات من مقال
"جمالية الموت"
في كتاب "جمالية الدين: معارج القلب إلى حياة الروح"
للشيخ فريد بن الحسن الأنصاري الخزرجي السجلماسي رحمه الله رحمة واسعة:
.....
"الموت إذن حقيقة وجودية!
فأي لذة حقيقية في هذه الدنيا إذا كان بدء المتعة مشعرا بفنائها القريب!؟
ألا بئست حياة يبني فيها الإنسان متعا شتى, حتى إذا هو قارب تمام البناء مات!
هنا إذن يتدخل المفهوم الإسلامي للموت ليعطيها بعدا جميلا!
و إنه حقا لجميل!
هل سافرت يوما إلى مكان بعيد و أنت في شوق شديد, أو حنين قوي إليه؟.. هل عدت من غربتك يوما إلى وطن الطفولة و الأحباب؟.. صوت الحافلة و هي تقترب من الحمى, أو نفير القطار و هو يطرق المدينة, أو أزيز الطائرة و هي تشرف على تراب الأحبة.. هل وجدت قلبك يدق فرحا و غبطة؟ إنها متعة الوصول!
الموت باب الدخول إلى وعد الله الكريم..
وإنما يخاف عنده المكذبون, و لا خوف على من آمن بالله ثم استقام.. بل إنه يرجو وعد الله الكريم, و فضله العميم.
قال سبحانه: { إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا و لا تحزنوا و أبشروا بالجنة التي كنتم توعدون, نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا و في الآخرة و لكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم} [فصلت 32,30]. إنها آية من الروعة بمكان! فهي تصل - في إحساس العبد المؤمن- الحياة الدنيا بالحياة الآخرة:{نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا و في الآخرة}, و تملأ المؤمن سكينة و سلاما, فإنما الملائكة القباض بالنسبة للمؤمن المستقيم رسل سلام من الله السلام!
{الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون}"

....

" فيالها من صورة روحانية ذات جمال! فكأن روح المؤمن الصالح كوثر يتدفق ينبوعا من الأرض, فيعلو, و يعلو, حتى يخترق طبقات السماء برفق و سلام, ثم يتدفق من أعلى, رقراقا كالبلور الصافي..ثم يستقر بقبره, و يوصل من الجنة بباب من الرحمة و الرضوان, يهب عليك بأنسامها و بركاتها حتى تقوم الساعة! أفبإمكانك أن ترسم لهذه الصورة (تشكيلا)؟ بأي ريشة أم بأي ألوان تستطيع استيعابها؟ كيف ترسمها حبا متدفقا, و رضا متفتحا؟ أهذا هو الموت؟ أم أنه انسياب الروح في مملكة السلام, و انطلاق الشوق إلى الرب السلام؟
ألم أقل لكم إن الموت جميل حقا؟
و لكنه جمال مقصور على الذائقين, الذين تفطرت أكبادهم شوقا إلى يوم الدين..{يوم لا ينفع مال و لا بنون, إلا من أتى الله بقلب سليم} [الشعراء89,88] و ذلك خفق القلب بالإسلام لله رب العالمين."
....
" هكذا ما كان للموت في عقيدة الإسلام أن يكون "فوبيا" تدمر الأعصاب, و تحطم شخصية الإنسان! فإنما هو لحظة من الجمال الروحي, تدخل بالسرور على أهل الشوق و المحبة, من الصديقين و الشهداء و الصالحين! فأبشر أيها المؤمن الطيب... إن الموت بشرى". انتهى كلام الشيخ رحمه الله.

-- 
رب اغفر لي ولوالدي ومشايخي وإخواني المسلمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق