بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 30 مارس 2011



(صوتك في عالم أسكتت فيه الصهيونية والحديد والنار صوت العدالة)

فيلم "هانكوك" Hancock:
  دعوة لتحسين صورة القوة العظمى الأمريكية وعلاقاتها العامة
كأنه كان يمهد لمجيء أوباما لرئاسة الولايات المتحدة

د. إبراهيم علوش

فيلم "هانكوك"، نسبةً إلى بطله جون هانكوك، الممثل الأمريكي الأسود وِل سميث Will Smith،الذي سبق أن تناولناه في فيلم "أنا أسطورة" I Am Legend، تدور قصته حول شخص بسيط وطيب ينقذ الأبرياء ويحارب الشر والجريمة في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية مستخدماً قوى وقدرات سوبرمانية تجعله أقرب للرجل الخارق منه للبشر، لولا أنه يشبه البشر في المظهر والجوهر، ولولا بعض نقاط الضعف في شخصيته مثل الإدمان على الكحول واحتقار المحاكم وتحطيم الممتلكات العامة في خضم انشغاله، من أجل مصلحة البشرية، بأعماله البطولية التي لا يرجو منها جزاءً ولا شكوراً.  فهو لا يهتم حتى بثيابه ونظافته الشخصية...

والناس لا يقدرون بطوليات هانكوك بالطبع، لأنهم، حسب رؤية الفيلم، طبِعوا على نكران الجميل، وعلى أخذ خدمات هانكوك "على المضمون"، ولأنهم سطحيون يركزون على الأمور الثانوية والشكلية، وينسون الأساس، وهو أن هانكوك، الذي يطير أسرع من الصوت ويتمتع بقوة جسدية خارقة ولا يشيخ أبداً، ينقذ حياتهم ويحافظ على أمنهم.  لكنهم منزعجون لأنه يرفض الظهور في المحاكم التي تستدعيه، ولأنه يحتقر الأصول والقوانين المرعية في التعامل.

وقد أثار فضولي صديق قدم لي الفيلم قائلاً: "شعرت أن في هذا الفيلم رسالة مريبة، فشاهده"!  وعندما شرعت بمشاهدة الفيلم، بدأ عرض القوى الخارقة والمخارق العجيبة لجون هانكوك، فانتابني  الملل، ولم أفهم كيف حقق فيلم هانكوك" نجاحه المدوي، لكن شيئاً ما دفعني للاستمرار بالمشاهدة، حتى راحت تتبلور صورة أو رسالة الفيلم في ذهني: أمريكا بلد رائع، يتمتع بقوى خارقة، وهو بلدٌ شابٌ دائماً لا يشيخ، ويستطيع أن يصل إلى أقاصي الأرض وإلى الفضاء لتحقيق مآربه، وهو يوظف قدراته الخارقة هذه في تحقيق الأمن العالمي وفي إنقاذ البشر من الشر والإرهاب، لكنه ماردٌ يدمن الاستهلاك (الإدمان على الكحول)، ويحتقر المحاكم والمحافل الدولية، ويسبب الكثير من الدمار العرضي غير المقصودcollateral damage خلال أدائه لرسالته العالمية النبيلة!

هل هذا إسقاط تعسفي؟  ربما!  لكن تعالوا نسأل أولاً من هو جون هانكوك الذي سمِّي الفيلم على اسمه، وتقمصه وِل سميث... جون هانكوك ليس مجرد اسم سُحب بالقرعة ليكون عنواناً لهذا الفيلم، بل هو أحد أبطال وقيادات الثورة الأمريكية في حرب الاستقلال ضد بريطانيا.  وكان ثاني رئيس ل"مجلس النواب القاري"، أو مجلس النواب الذي أدار الحرب الثورية ضد بريطانيا في الربع الأخير من القرن الثامن عشر.  وجون هانكوك هو أول حاكم لولاية ماساتشوستس الأمريكية، وأسمه بادٍ بشكلٍ بارز على إعلان الاستقلال الأمريكي. 

فنحن نتحدث هنا عن رمز رسمي للولايات المتحدة الأمريكية، وهذا لا يمكن أن يكون صدفة عندما يدور الحديث تحت ذلك العنوان عن قوى خارقة تسخر لمصلحة البشرية، ولا تقدرها البشرية حق قدرها لأنها تهتم بالتفاصيل البيروقراطية والشكليات أكثر مما تهتم بالرسالة العالمية والإنجازات الرائعة لهانكوك صاحب القدرات الخارقة الذي يمثل أمريكا في الواقع. 

ولو قام أحدهم بعد مئتي عام مثلاً بإخراج فيلم عنوانه "أرييل شارون" أو "بنجامين نتنياهو" عن شخص يملك قوى خارقة يوظفها لمصلحة البشرية، لولا بعض الزلات، والهنات الهينات، لما اعتبرنا الأمر صدفة!

من ناحية أخرى، فإن مخرج الفيلم هو اليهودي بيتر بيرغ الذي أخرج فيلم "المملكة" الذي سبق أن تناولناه أيضاً في العرب اليوم في 21/10/2007.  أما منتج الفيلم فهو أكيفا غولدسمان، أيضاً يهودي حتى النخاع، وهو كاتب نص بالأساس، لكن ليس في فيلم "هانكوك"، وقد سبق أن أنتج وكتب نص فيلم "أنا أسطورة"، ويمكن لمن يرغب أن يراجع تقييم كاتب هذه السطور لفيلمي "المملكة" و"أنا أسطورة" ليأخذ فكرة عن توجه المخرج بيتر بيرغ والمنتج أكيفا غولدسمان، وكيف كان كلاهما  يتبنى هناك رؤى المحافظين الجدد في ذينك الفيلمين.  غير أن فيلم "هانكوك" يمثل تحولاً باتجاه التأكيد على أهمية العلاقات العامة في السياسة الدولية، وأهمية إقامة التحالفات ومراعاة الحساسيات المحلية من أجل استكمال النجاح، وليس فقط أهمية استخدام القوة العارية.

ولو أردنا أن نعيد قراءة موقف يهود هوليود على الأقل من خلال هذا الفيلم الذي أطلق على الشاشات في 2/7/2008، أي في عز الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية، لقلنا أنهم بدأوا يرون أهمية "تعديل الطاقية" بعد "ضربة الكف"، في السياسة الخارجية الأمريكية.  وقد سبق أن تناولنا في مراجعة أفلام أخرى أهمية السينما في تكوين الرأي العام، خاصة في الولايات المتحدة.  والتأثير الصافي للفيلم في سياق الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية لم يكن من الممكن أن يصب عند ماكين وسارة بيلين، وعند سياسة احتقار المحافل الدولية والعلاقات العامة في السياسة الخارجية التي مارسها جورج بوش، بل يصب على العكس عند باراك أوباما، خاصة أن وِل سميث أسود مثل أوباما، والمصطلح المقبول سياسياً هو بالطبع "أفريقي-أمريكي".

كما سبق أن تناولنا أهمية حملات التسويق والترويج في نجاح فيلم أو فشله تجارياً، ومنه مقاطعة سلاسل دور العرض الأمريكية لفيلم "منقح" عن مجزرة المحمودية للمخرج برايان دو بالما.  بالمقابل، فإن فيلم "هانكوك" الذي بلغت موازنته 150 مليون دولار حقق حوالي 625 مليون دولار من العوائد في الأشهر الثلاثة الأولى لإطلاقه، منها – وهنا بيت القصيد – حوالي 400 مليون دولار خارج الولايات المتحدة وكندا، أي أن الفيلم أصاب هدفه بإقناع جمهور عالمي واسع بالرسالة النبيلة للقوة العظمى الأمريكية التي تحتاج فقط لتحسين صورتها وعلاقاتها العامة.

وهناك نقطة أخرى لا بد من ذكرها، وهي أن قصة الفيلم كتبت عام 1996، لكنها بقيت طي الأدراج حتى عام 2007، عندما تم تحويلها إلى نص سينمائي، مع تعديلات كثيرة طبعاً، وإلى فيلم.  فهل هذه صدفة أيضاً، مع تزايد السخط العالمي على السياسات الأمريكية، وتشوه صورة أمريكا في العالم أكثر من أي وقت مضى؟

المهم، في إحدى المهمات التطوعية التي يقوم بها هانكوك في الفيلم، ينقذ مسؤول دعاية وعلاقات عامة للشركات الكبرى من موت محقق، بعد أن كاد يدهس سيارته قطار.  فيقرر ذلك المسؤول أن يرد الجميل لهانكوك بإقناعه بنصائحه لتحسين صورته وعلاقاته العامة.  فيقنعه أن يرضى بالسجن بناء على عدة مذكرات توقيف بحقه، بسبب تدمير الممتلكات الخاصة والعامة خلال مهماته الإنقاذية.  الفكرة هي أن يرضى هانكوك بالسجن طوعاً، ليظهر تقيده بالقانون، مما يؤدي لارتفاع معدلات الجريمة في المدينة، فيدرك الناس أهميته بالنسبة إليهم، فيطلبون منه أن يتدخل لفرض "الأمن العالمي" ومحاربة "الإرهاب" وحل مشاكلهم، مما يعني فعلياً المطالبة بخروجه من السجن، وتخليهم عن مطالبته بترك مدينتهم ووقف تدخلاته في الشؤون العامة!

وهكذا يحدث فعلاً، فمع تصاعد الجريمة، يطلب منه "رئيس الشرطة" (اقرأ: الأمين العام للأمم المتحدة) أن يتدخل في إنقاذ رهائن احتجزوا في خضم عملية سطو على بنك (إرهاب وإخلال بالأمن)، فيظهر بزي جديد صممه له مسؤول العلاقات العامة، وينقذ الرهائن، وينقذ الشرطة، ولا يحدث دماراً عرضياً، فيستعيد شعبيته، ويصفق الناس لتدخلاته الأمنية، لتبدأ معه بعدها قصة ذات بعد عاطفي ربما يكون مغزاها السياسي الوحيد في النهاية هو أن الحفاظ على مرتبة قوة عظمى يتطلب السيطرة على الغرائز وعدم الاندفاع خلف الرغبات بشكل أرعن!

ربما كان علينا أن نقرأ أفلام هوليود لنفهم التحولات الجارية في توجهات النخبة الحاكمة الأمريكية...

كاتب صحفي يهودي في اللوس أنجلوس تايمز:لا يعنيني إن يعتقد الأمريكيون بأننا ندير وسائل الإعلام، هوليود، وول ستريت، أو الحكومة. كل ما يعنيني هو أن نستمر بإدارتها



(صوتك في عالم أسكتت فيه الصهيونية والحديد والنار صوت العدالة)


كاتب صحفي يهودي في اللوس أنجلوس تايمز:
لا يعنيني إن يعتقد الأمريكيون بأننا ندير وسائل الإعلام، هوليود، وول ستريت، أو الحكومة. 
 كل ما يعنيني هو أن نستمر بإدارتها

تقديم وترجمة د. إبراهيم علوش

أجمل ما في المادة أدناه، من واحدة من كبريات اليوميات الأمريكية، أنها تأتي على لسان كاتب صحفي يهودي أمريكي على اتصال متين ببعض أقوى منظمات اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، ومنها مع الحاخام إبراهام فوكسمان، رئيس "عصبة مكافحة التشهير"ADL، كما يرى القارئ أدناه بوضوح. 

ويقال أن الاعتراف سيد الأدلة.  لكن ما يقوله جول ستاين يتجاوز الاعتراف إلى الوقاحة، وفي المادة أدناه الكثير من الوقاحة والتهكم.  فقد بلغ به الاستهتار حداً يطالب معه الآخرين، أي غير اليهود، بالاعتراف علناً وبتقبل الهيمنة اليهودية على مفاصل هوليود، على صفحات يومية اللوس أنجلوس تايمز الأمريكية.  وأرجو أن يعذرني القارئ على ترجمة بعض ما ورد من إساءات مبطنة وغير مبطنة، لكن كان لا بد من تأدية الترجمة بأمانة...

المادة أدناه لم تصدر عن مصدر يهودي أمريكي رسمي طبعاً، وهذا هو غطاؤها بالنسبة للوبي اليهودي في الولايات المتحدة، لكنها لا تأتي من فراغ أيضاً، ولم تلقَ احتجاجات واسعة النطاق مثلاً من المصادر اليهودية الأمريكية الرسمية، ولم تلقَ حتى نفياً لرفع العتب.

المادة أدناه، تعبر ببساطة، عن جبروت اليهود ككتلة متماسكة نسبياً قائمة لذاتها وذات هوية ثقافية محددة، وذات أجندة سياسية محددة، أجندة صنع رأي عام عالمي متهود، ومنظومة قيم عالمية متهودة، من خلال هوليود، لكن أيضاً من خارج هوليود.  فكاتبها يقول: نحن اليهود نسيطر على هوليود، وسوف نسيطر أكثر!  تلكم هي غطرسة القوة التي يعبر عنها بالنيابة عن "الشعب المختار".

ميزة المادة أدناه أنها تقدم تفاصيل عن تلك السيطرة اليهودية على لسان كاتب يهودي أمريكي صهيوني، ولذلك أود أن أفركها اليوم في وجوه من يتهموننا بتبني "نظرية المؤامرة" عندما نتحدث عن السيطرة اليهودية والأجندة اليهودية في هوليود.     :
مقال في اللوس أنجلوس تايمز في 19/12/2008:

هوليود: كم هي يهودية!

استطلاع للرأي يجد بأن مزيداً من الأمريكيين يختلفون مع مقولة "اليهود يسيطرون على هوليود".  لكن ها هو يهودي لا يختلف معها.

جول ستاين  JOEL STEIN

صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية
19/12/2008


لم أتكدر في حياتي يوماً من استطلاع للرأي.  فقط 22 بالمئة من الأمريكيين الآن يرون بأن "صناعتي الأفلام والتلفزيون يديرهما يهود في الأعم الأغلب"، نزولاً من خمسين بالمئة عام 1964 كانوا يتمسكون بنفس القناعة.  "عصبة مكافحة التشهير" Anti-Defamation League (ADL)، التي أطلقت نتائج الاستطلاع المذكور الشهر الماضي، ترى في هذه الأرقام نصراً على القوالب الجاهزة (العنصرية).  لكن الاستطلاع يظهر في الواقع بأن أمريكا قد أصبحت أكثر غباءً.  فاليهود يديرون هوليود كلياً.

لأي مدى هي يهودية هوليود؟

عندما نشر رؤساء استديوهات الأفلام إعلاناً على مساحة صفحة كاملة في صحيفة اللوس أنجلوس تايمز قبل بضعة أسابيع للمطالبة بأن تقوم نقابة الممثلين السينمائيين بالوفاء بعقدها، كانت تلك الرسالة المفتوحة موقعة من: شركة نيوز News Corporation – الرئيس بيتر تشيرنن (يهودي)، أفلام باراماونت Paramount Pictures– الرئيس براد غراي (يهودي)، شركة والت ديزنيCo. Walt Disney  - المدير التنفيذي روبرت إيغر (يهودي)، أفلام سوني Sony Pictures – الرئيس مايكل لينتون (مفاجأة: يهودي هولندي)، ورنر براذرز Warner Brothers، الرئيس باري مايير (يهودي)، شركة سي بي أس CBS Corporation، الرئيس التنفيذي ليزلي موونفس (يهودي إلى درجة أن ديفيد بن غوريون عمه أو خالهuncle)، رئيس شركة أم جي أم MGM هاري سلون (يهودي)، والرئيس التنفيذي لشركة أن بي سي يونيفرسال NBC Universal جيف زوكر (يهودي كبير). 

ولو وقَّع مع هؤلاء أي من الأخوين واينستين Weinstein (صاحبي استديو أفلام واينستين )، لتوفر منيان Minyan (بالعبرية، النصاب اللازم تلمودياً للقيام بطقس ديني يهودي، وهو عشرة رجال) مع ما يكفي من "مياه فيجي" (مياه معبأة في جزر فيجي تباع في الولايات المتحدة ) من أجل ملء ميكفاه Mikvah ( بالعبرية، طقس النزول في حوض من مياه طبيعية من أجل التطهر أو التحول إلى اليهودية – كل الملاحظات الواردة بين قوسين في هذه الفقرة من المترجم، إ. ع).

الشخص الذي كان موقعو إعلان اللوس أنجلوس تايمز يصرخون في وجهه هو رئيس نقابة الممثلين السينمائيين ألآن روزنبرغ (حاولوا تخمين ديانته).  أما التفنيد العنيف لذلك الإعلان فقد كتبه أحد كبار وكلاء الفنانين أري إيمانويل (يهودي من أبوين "إسرائيليين") على موقع الهفينغتون بوستHuffington Post على الإنترنت، الذي تملكه أريانا هفينغتون (غير يهودية، لكنها لم تعمل يوماً في هوليود).

واليهود مهيمنون إلى درجة أنني اضطررت لمسح كل دروب المهن لكي أجد ستة أغيار في مواقع عليا في شركات الترفيه.  وعندما اتصلت بهم للتحدث تقدمهم الذي لا يصدق في هذا المجال، رفض خمسة منهم أن يتحدثوا معي، خوفاً من استفزاز اليهود كما واضح.  أما السادس، وهو تشارلي كولييه، رئيس شركة AMC (واحدة من عمالقة دور عرض الأفلام – إ. ع)، فقد تبين فيما بعد أنه يهودي!

وأنا كيهودي معتز بهويته، أريد أن تعرف أمريكا بإنجازنا.  نعم، نحن نسيطر على هوليود.  بدوننا، كنتم ستقلبون المحطات طول النهار ما بين "نادي ال700" The 700 Club و"ديفي أند غولياث" Davey and Goliath (الأول برنامج تبشيري مسيحي والثاني مسلسلات كرتون دينية للأطفال – إ. ع).

لذلك أخذت على عاتقي مهمة إعادة إقناع أمريكا بأن اليهود يديرون هوليود بإطلاق حملة علاقات عامة، لأن هذا هو أفضل ما نفعله.  وأقوم حالياً بتقييم عدة شعارات لتلك الحملة، منها: "هوليود: أكثر يهودية مما كانت أبداً!" ؛ "هوليود: ممن جلبوا لكم الكتاب المقدس" ؛ "هوليود:  إذا كنت تستمتع بالتلفزيون والأفلام، فإنك على الأرجح تحب اليهود".

وقد اتصلت بإبراهام فوكسمان، رئيس "عصبة مكافحة التشهير" ADL، الذي كان في سنتياغو، تشيلي، وقت الاتصال، فاخبرني، مثيراً جزعي، بأنه لم يكن هناك في رحلة لاصطياد النازيين.  فسخف كل مقترحي حول الحملة قائلاً بأن عدد الذين يرون بأن اليهود يديرون هوليود ما برح أعلى مما يجب.  فاستطلاع "عصبة مكافحة التشهير" المذكور، كما أشار، يظهر بأن 59 بالمئة من الأمريكيين يرون بأن مدراء هوليود "لا يشاركون معظم الأمريكيين قيمهم الدينية والمعنوية"، وبأن 43 بالمئة منهم يرون بأن صناعة الترفيه تشن حملة منظمة "لإضعاف القيم الدينية في هذا البلد".

وهذا موقف مصطنع خبيث، كما قال فوكسمان، "فهو يعني بأنهم يرون بأن اليهود يلتقون صباحية أيام الجمعة في مطعم كانتر دلي Canter’s Deli ليقرروا ما هو أفضل لليهود".  حجة فوكسمان جعلتني أفكر: يجب أن أكل أكثر في مطعم كانتر... (كانتر دلي مطعم سندويشات يهودي معروف في غرب هوليود – إ. ع).

"هذا تعبير خطير جداً: اليهود يسيطرون على هوليود.  الصحيح هو: هناك كثير من اليهود في هوليود"، كما قال لي فوكسمان.  وبدلاً من "سيطرة"، يفضل فوكسمان القول بأن العديد من المدراء التنفيذيين في صناعة الأفلام "صدف أنهم يهود"، أي في "كل استديوهات الأفلام الثمانية التي يديرها رجال حدث أنهم يهود"!

لكن فوكسمان قال بأنه فخور بإنجازات اليهود الأمريكيين.  فقد قال: "اعتقد بأن اليهود ممثلون بنسبة غير متكافئة في الصناعات الإبداعية.  وهم ممثلون بنسب غير متكافئة كمحامين وعلى الأرجح في الطب أيضاً".  وهو يحاجج بأن هذا لا يعني بأن اليهود يصنعون أفلاماً موالية لليهود أكثر مما يقومون بجراحة موالية لليهود... مع أني لاحظت أن التطهير مثلاً ليس شعبياً في كثير من البلدان الأخرى.

وأنا أقدر مخاوف فوكسمان.  وربما تكون حياتي التي صرفتها في شرنقة "محابية للسامية" في نيو جيرسي-نيويورك، ومنطقة الخليج في سان فرانسيسكو وفي لوس أنجلوس، قد تركتني ساذجاً.   فأنا لا يعنيني إن اعتقد الأمريكيون بأننا ندير وسائل الإعلام، هوليود، وول ستريت، أو الحكومة.  كل ما يعنيني هو أن نستمر بإدارتها.  

 

رسائل قيادات حماس غزة بالصحف الأجنبية



(صوتك في عالم أسكتت فيه الصهيونية والحديد والنار صوت العدالة)

رسائل قيادات حماس غزة بالصحف الأجنبية

د. إبراهيم علوش

يبدو أن قيادة حماس في غزة قررت أن تشن هجوماً إعلامياً في وسائل الإعلام الغربية "بلغة يفهمها الغرب"! 

مثال: كتب الدكتور محمود الزهار في صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية في 17/4/2008تحت عنوان "لا سلام بدون حماس": "قبل خمسٍ وستين عاماً انتفض اليهود الشجعان في غيتو وارسو دفاعاً عن شعبهم، ونحن الغزيين، القابعين في أكبر سجن مفتوح في العالم، لا نستطيع أن نفعل أقل من هذا"!

ويضيف الدكتور الزهار في فقرة أخرى في نفس المقالة أن "عملية السلام" لا يمكن أن تبدأ فعلاً إلا بعد الانسحاب "الإسرائيلي" الكلي والشامل إلى حدود ال67، وتفكيك المستوطنات، وسحب جنود الاحتلال، وإطلاق سراح الأسرى، وفك الحصار عن الحدود الدولية، وهو ما يمكن اعتباره "نقطة الانطلاق لمفاوضات عادلة وما قد يضع الأساس لعودة ملايين اللاجئين"!

ويبدو أن الرسالة الأساسية للمقالة، المكتوبة إزاء خلفية زيارة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر للمنطقة، هو ما جاء في الفقرة التالية: "الآن، أخيراً، لدينا الدواء المنشط لكارتر يقول ما يجب أن يستنتجه أي مفكر حر، غير مفسَد، وهو أن أي "خطة سلام"، أو "خريطة طريق"، أو "تراث"، يمكن أن تنجح إلا إذا كنا نجلس حول طاولة المفاوضات بدون أية شروط مسبقة"!!!!!

وفي 12/5/2008 كتب الدكتور باسم نعيم، وزير الصحة في حكومة إسماعيل هنية، مقالاً في صحيفة الغارديان البريطانية يحمل عنواناً من المؤكد أنه سيلفت أنظار الغربيين هو "حماس تدين المحرقة"!!!

ورسالة الدكتور نعيم، على ما يبدو، محاولة لإقناع الغربيين أننا لا نكره اليهود، وهي القناعة الخاطئة التي كان يفترض لولاها أن تقدم لنا وسائل الإعلام الغربية "الدعم والتأييد"، على حد ظنه في مستهل المقالة!!

والمقالة تحاول أن تمحو "الضرر الإعلامي" الذي سببه برنامج في فضائية الأقصى عبر خلاله الأستاذ أمين دبور عن رأي سلبي ونقدي بما يسمى "المحرقة" اليهودية... لذا يتنصل الدكتور باسم نعيم من ذلك الموقف قائلاً أنه يعبر عن رأي دبور وحده، مضيفاً أن فضائية الأقصى كثيراً ما تنقل وجهات نظر لا تعبر بالضرورة عن حكومة إسماعيل هنية أو حركة حماس.

وكان يمكن تفهم الأمر ربما لو تعلق الأمر بالقول أن الرأي الذي ينكر "المحرقة" يعبر فقط عن أصحابه، ولكن الفقرات اللاحقة في المقالة كانت تليق فقط بممثلي السلطة الفلسطينية، لا بممثلي المقاومة، ومنها: "ولكن يجب أن يكون واضحاً بأن لا حماس ولا الحكومة الفلسطينية في غزة تنكر المحرقة النازية.  إن المحرقة لم تكن فقط جريمة ضد الإنسانية، بل واحدة من أبشع الجرائم في التاريخ الحديث.  إننا ندينها كما ندين كل انتهاك للإنسانية، وكل أشكال التمييز على أساس الدين أو العرق أو الجنس أو القومية".

ويضيف الدكتور نعيم في نفس المقالة: "وفي نفس الوقت الذي ندين فيه بدون تحفظ الجرائم التي ارتكبها النازيون ضد اليهود في أوروبا، فإننا نرفض بشكل قاطع استغلال المحرقة من قبل الصهاينة لتبرير جرائمهم، ولكسب الموافقة الدولية على حملة التطهير العرقي والإخضاع التي يشنون ضدنا"!!!

وفي فقرة أخرى: "الفلسطينيون لا شأن لهم بالمحرقة، ولكن يجدون أنفسهم معاقبين بسبب جريمة غيرهم، بيد أننا نعرف جيداً ونرحب بحرارة بالدعم الصريح للحقوق الفلسطينية من قبل ناشطي حقوق الإنسان اليهود والإسرائيليين في فلسطين وحول العالم"!!

وما سبق يدل بوضوح أن ثمة وهم على ما يبدو بأن مشكلة الإعلام الغربي، أو الرأي العام الغربي، هي أنه لا يفهم القضية الفلسطينية، أو أنه يظن أننا نحارب اليهود في فلسطين لمجرد أنهم ولدوا يهوداً، لا لأنهم احتلال استيطاني إحلالي! 

ويبدو أن هناك توهماً أخر، بناءً عليه، بأن كل ما علينا أن نفعله هو أن نثبت حسن نيتنا تجاه اليهود، عن طريق الاعتراف بهراء المِخرقة (بحرف الخاء، كشيء خارق لا يقبله العقل ولا العلم) حتى يسارع الإعلام الغربي لتقبلنا، وأن نسارع لإعلان الرغبة بالجلوس - بدون قيد أو شرط - للتفاوض مع "الإسرائيليين"، حتى يدرك الغربيون كم كانوا أغبياء، وحتى ينقلوا البندقية من كتف إلى كتف، ويبدأوا بتقديم الدعم والتأييد للقضية الفلسطينية!  فإذا أضفنا إلى ذلك ترحيباً حاراً بتأييد نشطاء حقوق الإنسان اليهود و"الإسرائيليين" ل.............. "الحقوق الفلسطينية" (هذا المصطلح الغريب الذي يحول القضية الفلسطينية إلى حقوق جزئية قابلة للتبني ممن يرفض مفهوم التحرير أو الكفاح المسلح)، فإننا نكون قد ضربنا عصفورين بحجر، ونلنا بالإضافة إلى تأييد الغربيين ل"الحقوق الفلسطينية"، تأييد قسم من الجمهور "الإسرائيلي"، وهو ما يصب طبعاً في طاحونة إقناع المزيد من الغربيين بأننا لا نكره اليهود!!  وهو كله جزء من الهلوسات الإعلامية والسياسية التي ما برح يعاني منها أنصار التسوية والتفريط في الساحة الفلسطينية، وبعض العرب الأمريكيين أو العرب الأوروبيين.

وقد كان هذا النوع من التفكير هو نفسه بالضبط الذي حدا بمنظمة التحرير الفلسطينية أن تتبنى مفهوم "الدولة الديموقراطية العلمانية"، التي تضم العرب واليهود، كهدف للمشروع الوطني الفلسطيني، ونفس نوع التفكير الذي دفع المجلس الوطني الفلسطيني في السبعينات لتكليف محمود عباس بإقامة الصلات مع "اليسار الإسرائيلي".  أما بقية القصة، فقد أصبحت جزءاً من التاريخ الفلسطيني المعاصر كما نعلم.  وكل الرجاء أن لا تنتهي بعض قيادة حماس في غزة حيث بدأ محمود عباس تحت شعار كسب الرأي العام الغربي أو "الإسرائيلي"...

النخب الحاكمة في الغرب، وبالمعية النخب المسيطرة على الإعلام الغربي، لا تدعم الحركة الصهيونية بسبب سوء فهم أو بسبب عدم قدرتنا على إيصال صوتنا كما يحاول أن يوهمنا سماسرة التغريب والمشاريع التسووية، بل لأن الكيان الصهيوني، منذ بدء نابليون أو بالمرستون يفكران بإنشائه، كان يعبر عن مصلحة إمبريالية.  والغرب ليس مضلَّلاً، بل تتحد نخبه عضوياً بالحركة الصهيونية.  والولايات المتحدة لا تدعم الكيان الصهيوني رغماً عن أنفها، بل لأن ثمة علاقة عضوية بين الإمبريالية والصهيونية، كما يعرف كل مبتدئ بالقضية الفلسطينية.

والأهم، أن الأساس في مشروع التحرير هو تجييش وتعبئة الرأي العام العربي والإسلامي، قبل  الغربي.  فإن لم نتمكن من ذلك، فإن الرأي العام الغربي، لو افترضنا تأييده لنا، لن يفيدنا بشيء، وقد خرج الأوروبيون بالملايين ضد غزو العراق عام 2003، ولم يقلب ميزان الرأي العام الأمريكي ضد الحرب إلا ارتفاع الخسائر البشرية والمادية الأمريكية على يد أبطال المقاومة العراقية... وفلسطين إن لم يحررها العرب، لن يعوضنا عنها تأييد الغربيين ل"الحقوق الفلسطينية"!

أما المِخرقة اليهودية، فعبارة عن أيديولوجيا لا حدث تاريخي، وهي أيديولوجيا تبرير النفوذ اليهودي حول العالم، وتبرير ضرورة تأسيس دولة لليهود في فلسطين كملجأ من "لا سامية" هذا العالم، وهي أحد أهم مصادر التأييد والتعاطف العالمي مع اليهود، ولا يمكن أن نقول نعترف بالمِخرقة ولكن نرفض طريقة توظيفها من قبل الحركة الصهيونية، لأن المِخرقة تم اختلاقها ليتم توظيفها سياسياً من قبل الحركة الصهيونية، فهذا مثل القول: نعترف بكتاب هرتزل "الدولة اليهودية" ولكن نرفض طريقة توظيفه من قبل الحركة الصهيونية! 
فالمِخرقة المزعومة ليست مجرد مجزرة تضاف إلى غيرها من المجازر، ولا مجرد رواية تاريخية، وليست مجرد فصل من فصول الحرب العالمية الثانية. 
المِخرقة، كما صاغها مبدعوها، هي أم المجازر، وحدثٌ لا مثيل له في تاريخ العالم، لأنها تعني أن اليهود ماتوا بطريقة تختلف عن غيرهم، في غرف غاز مر عبرها ملايين اليهود، فقضى منهم ستة ملايين في هذه الغرف بالذات، نتيجة قرار بإبادتهم من السلطات الهتلرية، وهذا جعل المِخرقة جريمة إبادة جماعية تختلف عن (فوق) أية إبادة جماعية بأنها تمت بطريقة فريدة، وبأعداد فريدة بالنسبة لمجموع عددهم، ونتيجة قرار فريد بإبادتهم بالذات لم يتعرض له غيرهم.  وهذه القصة التي يمنع على أحد أن يناقشها أو يدققها هي التي تجعل المِخرقة مختلفة عن أي شيء غيرها.   
فإذا قبلنا بهذه الرواية كما هي، بكل ما تحتويه من فرادة وتميز يجعل اليهود ضحية الضحايا "من أجل خلاص العالم"، يصبح العالم كله مداناً لأنه سمح بوقوعها، ويصبح العالم بأسره مديناً لليهود، ويصبح التغاضي عن التجاوزات الصهيونية أمراً يسيراً بالمقارنة مع التغاضي المزعوم للعالم عما مر به اليهود في المِخرقة، وتصبح فلسطين ثمناً قليلاً يعطي لهم كملجأ من "لا سامية هذا العالم"!

السبت، 26 مارس 2011

الاخباريه السوريه و اراء الناس

 كيف استطاعت بعض الأنظمة الديكتاتورية تدجين فئة من الناس، يهتفون باسم الطاغية، ويفدونه بالدم كم هو حجم الغباء الذي يمارسه هؤلاء وكم هو حجم بُعدهم عن معرفة حقوقهم بل معرفة إنسانيتهم، وأنهم يفقدون شيئاً ثميناً جداً ولكنهم لا يدرون أنهم يفقدونه.. إنه: الحرية.
د. محمد العبدة


مجزرة صيدنايا

الأربعاء، 23 مارس 2011

الجزيرة والمعسكر الإيراني

الجزيرة والمعسكر الإيراني

شام - درعا 17 - هتافات مظاهرة التشييع

بشاعة التعذيب في مراكز الشرطة السورية

شام - اعتقالات قوات الأمن بملابس مدنية في درعا 22-3-2011

دناءة الأمن السوري في اعتقال امرأة تهتف بالحرية.mp4

الاثنين، 21 مارس 2011

الانقلاب الشِّيعي وبيع الوهم على الذَّات - أحمد بن عبد المحسن العساف

الانقلاب الشِّيعي وبيع الوهم على الذَّات
أحمد بن عبد المحسن العساف
المختار الإسلامي

بين يدي الطَّبعة الثَّانية من السِّيرة الذَّاتية التي كتبها الشَّاعر والأديب الشِّيعي: عادل اللباد لتوثيق طرف من ذكرياته، ويقع الكتاب في (464) صفحة من القطع الكبير، وقد صدرت هذه الطَّبعة عام (1431) عن دار ليلى دون تحديد مكانها.
وأهدى اللباد كتابه إلى أوائل معتنقي مذهب التَّشيع، وإلى علماء الشِّيعة، وإلى (الشُّهداء) بسبب اعتناقهم المذهب من فجر الإسلام حتى انتفاضة (1400) الباسلة كما يصفها، ولم ينس الثَّكالى ورفاق الدَّرب والسُّجناء، كما شمل الإهداء الذين تاجروا بآمال البلاد عسى أن تكون لهم ذكرى نافعة حتى لو كانوا غير مؤمنين كما توحي النِّقاط المتتابعة !.
وأشار المؤلف إلى الانتقادات والتَّهديدات التي تعرَّض لها حين أعلن عزمه على خوض هذه التَّجربة الجريئة، حتى قيل له:مَنْ أنت حتى تنتقد بلدك وتشوِّه صورتها! والقائل يقصد بالبلد الحركة الرِّسالية حسبما أوضح الكاتب الذي لم يقلقه غضب أبناء طائفته؛ وإنَّما أهمَّه مدى جدوى ما يكتبه للأجيال، ولم يمنعه ذلك من مناداة كلِّ ذي تجربة لتسطيرها عسى أن تنير الطَّريق للسَّائرين على المذهب.
وقد جعل اللباد ذاته محوراً لينقل للآخرين صورة مما حدث لها؛ مستفيداً من تجربته الشَّخصية، ومن بعض النِّقاشات بينه وبين رفقاء العمر، ومن الحوار مع مشايخ الحركة الذين ظلوا أوفياء لها أو انقلبوا عليها لاحقا، بالإضافة إلى مطالعة أدبيات تلك الفترة؛ والرُّجوع إلى بعض مواقع النت.
واستغرق التَّأليف بضع سنوات قبل أن يدفع أوراقه إلى المطبعة.
والكتاب سرد ماتع مع ما فيه من عبارات قاسية، أو معلومات تبقى على محك التَّثبت، وفيما أعلم فهو غير متاح للبيع في المكتبات، وقد قرأت في مواقع شيعية أنَّه يُباع في بعض مكتبات القطيف، وأشار الباحث المختص بشؤون إيران والشِّيعة الأستاذ عمر الزِّيد في لقاء فضائي إلى وجود نسخة إلكترونية منه في الشَّبكة العنكبوتية.
يبدأ المؤلف حكايته من قريته العوامية، ويطيل الحديث عن بذور تدينه التي ترافقت مع أحداث عام (1400) في المنطقة الشَّرقية، ويرويها بأسى بالغ من منظوره الخاص، وللشِّيعة باع عريض في المآسي واللطميات والأحزان إن باطلاً أو حقا، ثمَّ يمضي في الحديث عن تفاصيل تلك الأيام وما فيها من دروس دينية وتربوية على يد أشياخ المذهب.
وقد تحقق له حلمه إبَّان أداء فريضة الحج بملاقاة بعض الوفود الإيرانية والإفادة منها، والمشاركة في مسيرة البراءة التي أبهجته برفع صور الخميني في مكة الطَّاهرة! ومن مبالغاته وصفه المظاهرة بالمليونية، وتحميله قوات الأمن السُّعودى نتائج مظاهرات حجاج إيران عام(1407)، وفي تلك الرِّحلة وما تخللها من اجتماعات انبثقت لديه فكرة الدِّراسة الدِّينية في إيران كأمنية سعى لبلوغها.
ولتحقيق هدفه استعدَّ للسَّفر إلى سوريا في طريق (الهجرة) إلى الجمهورية، وشاء الله أن تفشل رحلته بسبب مخالفة أمنية ارتكبها قائد السَّيارة بالاتفاق معه، وبدلاً من السَّفر عاد أدراجه إلى السِّجن في رحلة أبدع في وصفها مكاناً مكانا، وقد أفاض في ذكر أحواله في السِّجن منذ أن كان انفرادياً إلى أن التحق بمجموعة من معارفه وعاش معهم فترة تربية وتعليم خلف القضبان، وكانت الابتهالات والأدعية الشِّيعية زاده الإيماني خلال هذه الفترة إلى أن أُطلق سراحه.
ولنصرة المذهب كوَّن مع بعض أصحابه خلية رباعية تمتهن السَّرقة وتوزع المنشورات، إلى أن ضاقت به الأرض ولج عليه حلمه الحوزوي فقرر السَّفر متحدياً قرار حظر مغادرة البلاد.
وبمساعدة من متبرع أعطاه جواز سفره الخاص، وبعد تغيير الصُّورة، وتنسيق مع آخرين في الكويت وسوريا، حزم عادل اللباد حقائبه إلى الكويت برا، وهناك شاهد مناظر لم يألفها في حياته، وبقي أياماً إلى أن طار نحو سوريا، ومكث بجوار القبور والأضرحة، وحدثت له مواقف لم يعتدها، إلى أن جاءت لحظة تحقيق حلمه الكبير، حلم الهجرة إلى بلد الثَّورة، وبر الأمان حيث ديار أبي أحمد كما يسميه بفخر ونشوة.
وصار يعزي نفسه بترداد بيت شعر شهير بعد تحريفه ومخالفة قائله: بلادي وإن جارت عليَّ (ذليلة)؛ وأهلي وإن ضنّوا عليَّ (لئام)!.
وفي أرض فارس استبان له مع الأيام أنَّ التَّدريب العسكري يسبق طلب العلم في الحوزات، فانضم دون رغبة شديدة منه إلى برنامج تدريب شاق في بستان معدٍّ لهذا الغرض، وكان التَّدريب على مختلف العمليات القتالية، بدءاً من فك الأسلحة وتركيبها، وإطلاق الرَّصاص والقاذفات، والتَّعامل مع المتفجرات، وألعاب الدِّفاع عن النَّفس، وتكتيكات الاقتحام والهروب والاختفاء، وتسلق الجبال والمشي على الظَّهر والتَّناوب على الحراسة، إلى رمي أهداف خشبية تحمل أسماء زعماء العرب.
وكانت أناشيد الثَّورة تصُّب غضبها على حكومات الخليج وتهتف لقيادات طائفية كالمدرسي إخوان والصَّفار، وكلما فتر المتطوعون أطلق بعضهم شعارات وأشعاراً لإشعال فتيل الحماسة، وقد اكتشفوا لاحقاً أنَّ هذه الأناشيد كانت مرتبة لتنشيط المجموعة إن ضعفت أو تعبت.
وتحدَّث الكاتب عن منتدى التَّعذيب داخل المعسكر للتَّذكير بعذاب السُّجناء، كما وصف بامتعاض شديد التَّدريبات القاسية التي تؤديها المجموعة راغمة على يد مدربِّها صالح العجمي الذي يحتقر العرب كثيرا، وكانت هذه التَّدريبات مؤشراً لقياس الطَّاعة والولاء! فمن الارتماء جماعياً في بركة باردة آسنة؛ ونزع الملابس بلا استثناء ورفع ما يستر العورتين عالياً ليراه المدرب! إلى أكل القنافذ والسَّحالي، والتَّسابق إلى صيد أكبر عدد من الذُّباب، وأقبحها وضع ضفدع قذر لزج في الفم وتدويره بين الأشداق ثم تناقله بين باقي المتدربين! وقد كان عامة المتدربين من المتفرغين في سبيل الله، القادمين من بلدان الخليج؛ وأعمارهم تقع بين 12-25 عاما، وروى المؤلف بعض التَّجاوزات الأخلاقية بين بعض صغارهم وكبارهم الملتحفين بدثار واحد.
ومن خلال هذا المعسكر علم انَّه عضو في الحركة الرِّسالية التي تقلد المرجع الشِّيرازي، ولهذه الحركة ثلاثة أجنحة ثورية؛ أولها خاص بالعراق، والثَّاني منظمة الثَّورة الإسلامية بقيادة الشَّيخ حسن الصَّفار، والجناح الثَّالث الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين بقيادة هادي المدرسي، وإلى هذا الفصيل البحريني ينتمي اللباد السُّعودي في إشارة واضحة إلى أنَّ شيعة الخليج يتعاونون فيما بينهم متجاوزين السِّياسة وعلم البلدان. وقد كانت أناشيد المعسكر طافحة بتمجيد هذه الحركة وقادتها، وغرس المدربون في روع أولئك الشَّباب المغرَّر بهم أنَّ الرِّسالي جندي تحت الطَّلب قبل أن يكتشف اللباد وبعض مَنْ معه أنَّ الرِّسالي جندي تحت البَّطانية في قصَّة طريفة أوردها في كتابه.
وبإجلال وهيبة سطَّر الجندي الرِّسالي شعوره حين ذهبت فرقتهم لزيارة المرجع الشِّيرازي الذي أوصاهم بعشر وصايا منها إجادة القلم للكتابة، وتمرين اللسان للخطابة، وتكوين مكتبة في كلِّ بيت، وتزويج العزَّاب بمبالغ زهيدة.
وبعد حدوث عدد من التَّغيرات داخل إيران أصبحت الشِّعارات تعرج وتخطر على استحياء، وعلى إثر ذلك ونتيجة للاستعلاء الفارسي واحتقار العرب، اضطرت المجموعة للانتقال إلى الهند، حيث قضت هذه الرُّفقة فترة من الزَّمن ذابت فيها بعض المثل والقيم.
وفي الهند حكى اللباد قصة المجموعة المصرية المستبصرة التي جاءت تطلب العلم حتى إذا عادت إلى بلادها قبضت عليها السُّلطات المصرية التي كانت بالمرصاد للمدِّ الشِّيعي.
ومن الهند سافر المؤلف إلى سوريا لملاقاة أهله بعد طول غياب، وقد عبَّر عن حي السَّيدة زينب في سوريا بأنَّه مكان تعبئة الجماهير، واصطفاء النُّخب للانضمام إلى المعارضين، وهو أيضاً مصدر لتمويل خزائن المعارضة! وشراء أجهزة الفيديو!.
وقفل اللباد مرَّة أخرى إلى إيران لطلب العلم في حوزة القائم؛ هذه الحوزة التي تتلمذ فيها (73) رجلاً من شيعة الخليج، وخطَّطوا لإسقاط حكومة البحرين في عملية فاشلة عام (1981).
وفي إيران لاحت له معالم دكتاتورية النِّظام الإيراني حين جعلوا قبر الشِّيرازي في قم ممراً تدوسه النِّساء، وصيَّروا قبر شريعتمداري على عتبة دورة مياه عامة في قم! وتبَّدى أمامه حقيقة الخلاف والشِّقاق بين المعارضة الشِّيعية على أموال السُّعوديين وعلى الزَّعامة حتى انقلبوا على بعضهم وعلى مبادئهم، وفي هذا السِّياق اعترف الصَّفار بامتلاك المعارضة رصيداً ضخماً في أوروبا! وقد أحدث له هذا الانقلاب انقلاباً في تفكيره ليتخذ قراره بالعودة لوطنه عام (1413) بعد غياب دام بضع سنوات، وقد أنصف سفارة المملكة في سوريا بحسن تعاملها مقابل صلافة سفارة الجمهورية التي كانت معقد آماله ومنتهى طموحاته.
وفي الكتاب نصٌّ خطير عن الشَّيخ عبد الحميد الخطي قاضي المواريث والأوقاف الذي وجَّه رسالة شفهية لحسن الصَّفار حين عزم على ترك المعارضة والعودة للدَّاخل: "لا تعودوا... والحكومة مالها أمان؛ ولن تعطيكم شيئا!"، وكان رأي الشَّيخ الخطي أن تظل المعارضة في الخارج للعمل على المطالبة بحقوق الطَّائفة، والضَّغط على الحكومة إعلامياً وسياسيا، وكان هذا الرَّأي هو مبدأ الصَّفار مع مَنْ أصر على المكوث في الخارج؛ حيث يرى أنَّ التَّواصل مع الحكومة جزء من المقاومة مع التزامه بدعم معارضة الخارج! وما أبينَ التَّكامل وتبادل الأدوار لدى القوم.
وفي خضَّم حوارات شباب الشِّيعة مع رموز المعارضة الذين قرروا العودة صرح هؤلاء الرُّموز أنَّهم وضعوا ساسة إيران في صورة خطوات التَّفاوض مع حكومة بلادهم! والكتاب مليء بسجالات تلك المرحلة وأفكارها الصَّريحة تجاه مَنْ استمر معارضا، ونحو مَنْ يراه المؤلف وكثير غيره أنَّهم قاموا بانقلاب على مبادئ الحركة والمعارضة لإرضاء غرور فردي؛ أو لتحقيق مصالح شخصية بحتة؛ خاصَّة أنَّهم لن يغنموا من الحكومة ظفر دجاجة كما قال مرجعهم الشِّيرازي، وقد صار هؤلاء المنقلبون في نظرهم انتهازيين بعد أن كانوا قادة.
والمؤلف صريح في التَّعبير عن البغض الشَّديد للحكومة وجميع مَنْ اتصل بها، ورميهم بأوصاف لاذعة مقذعة، واعتبار ما سرقوه منهم "غنيمة"! وقرر الكاتب الموقف من أي حاكم ليس على مذهب الرَّفض وأنَّه عندهم امتداد ليزيد أو ابن زياد، وهو ما يعني بطلان حكمهم، وانتظار حال مواتية للانتفاضة عليهم.
وقد قال غير مرَّة أنَّ مناطقهم واقعة تحت الاحتلال السُّعودي أو احتلال آل خليفة! ومن عجب أنّ شعارات ثورات الشِّيعة تدَّعي الوحدة مع السنَّة مع أنَّها تعترف بالجندية لصالح نظام الخميني الذي يسوم السنَّة والعرب أشدَّ العذاب، وليت أنَّ المخدوعين من أهل السنَّة ينعموا النَّظر في هذا الكتاب الشَّائق ليقفوا على ما وراء دعوات الشِّيعة للمظاهرات والثَّورات التي تُغلَّف بمطالب مشتركة، وتحتها نيران المجوس الملتهبة.

الجمعة، 18 مارس 2011

مراسل الجزيرة - سوريا متورطه بدعم القذافي

دمشق.. الاموي جمعة الكرامة

دمشق.. الاموي جمعة الكرامة

سوريا مظاهرة بانياس 18-3-2011.

مطالب اهالي بانياس.mp4

الجمعة، 11 مارس 2011

CNN - Tsunami ON FIRE as it wreaks havoc across countryside - Japan Marc...

الملك فيصل يبكي لفلسطين

علي جمعة : القرضاوي يتخيل والجزيرة متغاظه من مصر

الجفري يثبط الثوار ويهاجم القرضاوي و الجزيرة

علي الجفري يهاجم قناة الجزيرة والشيخ القرضاوي

عمالة عضو الحزب الوطني شيخ الأزهر وتحريمه للثورة

عمالة عضو الحزب الوطني شيخ الأزهر وتحريمه للثورة

الشيخ القرضاوي يدافع عن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب

الملك فهد يعلم الملك خالد كيفية القراءة

ماذا قال الملك فيصل لشعبه؟ وكيف افتخر بهم

نادر جدا- الملك فيصل يرفض قرارات الأمم المتحدة king Faisal

كلمة الملك فيصل التي هزت الارض والقلوب .. مؤثر جدا

أخطر سر قاله محمود عباس في حياته

سمو الأمير نايف يعري صحيفة الوطن

لماذا غضبوا من د. سعد البريك ؟

معرض الكتاب .. شاهد واسمع ماحدث وغض الطرف عن الصحف

معرض الكتاب .. يعود الفساد ويتجدد الإلحاد

معرض الكتاب .. حقائق ووثائق لم ينشرها الإعلام