بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 31 ديسمبر 2010

التطابق بين قانون الرازي الاشعري وقانون المريسي الجهمي


التطابق بين قانون الرازي الاشعري وقانون المريسي الجهمي

بسم الله الرحمن الرحيم

 التطابق بين قانون الرازي الاشعري وقانون المريسي الجهمي
قال الرازي الاشعري في قانونه الكلي : " ولما بطلت الأقسام الأربعة لم يبق إلا أن يقطع بمقتضى الدلائل العقلية القاطعة بأن هذه (الدلائل النقلية*) إما أن يقال : إنها (غير صحيحة*) ،  أو يقال : إنها صحيحة إلا أن (المراد منها غير ظواهرها*) .
ثم إن جوزنا التأويل اشتغلنا على سبيل التبرع بذكر تلك التأويلات على التفصيل، وإن لم يجز التأويل فوضنا العلم بها إلى الله تعالى ." ا.هـ
ونقارن الان قانون الرازي الاشعري بأساليب الجهمية (سلف الاشاعرة) في محاربة أهل السنة بالتقية :
قال الشيخ د. عبد العزيز آل عبد اللطيف في مقال : عنيف القول ولطيفه تجاه السلف " وقد يستغرب القارئ الكريم إذا علم أن هذا الكيد الخفي هو سبيل قديم لأهل البدع الذين مردوا على النفاق؛ كما كشفه الإمام عثمان بن سعيد الدارمي (ت 280هـ) - رحمه الله - قائلاً: «بلغنا أن بعض أصحاب بشـر المريسـي قال: كيف تصنعون بهذه (الأسانيد*) التي يحتجون بها علينا في ردِّ مذهبنا مما لا يمكن التكذيب بها؟ قال: (لا تردُّوه*) فتفضحوا، (ولكن غالطوهم بالتأويل*)، فتكونوا قد رددتم بلطف؛ إذ لم يمكنكم ردٌّ بعنف»" (الرد على بشر، ص 556.) من للشيخ د/عبدالعزيز آل عبداللطيف  
وهذا جدول المطابقة من النقول السابقة :
 مصطلحات الرازي = مصطلحات المريسي
(الدلائل النقلية*) = (الأسانيد*)
(غير صحيحة*) = (لا تردُّوه*)
(المراد منها غير ظواهرها*) = (ولكن غالطوهم بالتأويل*)



بقي قول الرازي : "وإن لم يجز التأويل (فوضنا العلم بها*) إلى الله تعالى ". فننقل هذه القطعة "وأما الرب تعالى فإنا (لا ندري ما عنى*) بذلك ؟" من الرواية التالية التي تثبت أن تفويض المعنى منهج الجهمية منذ القدم.

ذكر الإمام أبو عثمان الصابوني في عقيدته قال :
" قرأت لأبي عبد الله ابن أبي البخاري وكان شيخ بخارى في عصره بلا مدافعة وأبو حفص كان من كبار أصحاب محمد بن الحسن الشيباني قال أبو عبد الله أعني ابن أبي حفص هذا سمعت عبد الله بن عثمان وهو عبدان شيخ مرو يقول سمعت محمد بن الحسن الشيباني يقول :
قال حماد بن أبي حنيفة : قلنا لهؤلاء أرأيتم قول الله عز و جل وجاء ربك والملك صفا صفا ؟
قالوا : أما الملائكة فيجيئون صفا صفا ، وأما الرب تعالى فإنا لا ندري ما عنى بذلك ؟ ولا ندري كيفية مجيئه ؟
فقلت لهم : إنا لم نكلفكم أن تعلموا كيف جيئته ولكنا نكلفكم أن تؤمنوا بمجيئه ، أرأيتم إن أنكر أن الملائكة تجيء صفاً صفاً ماهو عندكم ؟
قالوا: كافر مكذب.
قلت : فكذلك من أنكر أن الله سبحانه لا يجيء فهو كافر مكذب " ا.هـ
راوه أبو عثمان الصابوني في عقيدة السلف وإسناده صحيح
فقول هذا المفوض هنا الذي حاوره حماد :
" وأما الرب تعالى ، فإنا لا ندري ما عنى بذلك ، ولا ندري كيفية مجيئه "
دال على أن ادعاء الجهل بالمعنى والذي هو تفويضٌ هو مذهب أهل التعطيل
ويراه حماد بن أبي حنيفة غير كاف في الإيمان بهذه الصفة ، بل عندما اعترض هذا المفوضُ بأنه لا يدري المعنى ولا الكيفية عقّب حماد بإقراره على عدم الدراية بالكيفية خلافا لعدم درايته للمعنى فلم يقره عليها وذلك عندما قال الإمام حماد :
" إنا لم نكلفكم أن تعلموا كيف جيئته "
وترَكَ موافقته على عدم علمه بالمعنى ، ولم يقل ولم نكلفكم دراية ما عنى
مصدر رواية الصابوني والتعليق عليها: التفويض في الصفات و حقيقة مذهب السلف 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق