بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 31 ديسمبر 2010

قبل الخمور قطر وأكبر كنيسة في الخليج

البابا وبلير.. إنها بالفعل صليبية


البابا وبلير.. إنها بالفعل صليبية.
  موقع المسلم | 30/5/1430 هـ



في يوم واحد، فاجأتنا الصحف والوكالات الإخبارية الأحد بخبرين ليسا جديدين لكنهما لافتان كونهما جاءا في توقيت واحد، وفي مكانين مختلفين بالقارة العجوز، أوروبا.


"فلتساعد الشهادة الروحية للقديس بنديكتوس هذه القارة على البقاء أوفياء لجذورهم المسيحية وبناء أوروبا تقوم على الوحدة والتضامن"، قال البابا بنديكتوس السادس عشر في قداس أحياه بوسط أوروبا..


أما جون بيرتن، المندوب السياسي لرئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير في دائرته الانتخابية في مدينة سيدجفيلد لمدة 24 عاماً؛ فقد نقلت عنه صنداي تلجراف البريطانية السبت قوله: " إن بلير اعتبر قراره المشاركة في حرب كوسوفو والعراق جزءاً من معركته المسيحية لإيمانه بأن قوى الخير يجب أن تنتصر على قوى الشر"


ويضيف بيرتن: "هذه الحماسة كانت جزءاً من بلير وجزءاً من اعتقاده المسيحي الذي حفّزه على العمل نحو الأفضل، لإيمانه بأن الناس يجب أن يُعاملوا بطريقة نزيهة، ولم يكن يقلق من قيامهم بالارتياب بقراراته بل بأخلاقه لقناعته بعدم وجود خط فاصل بين سياساته ومسيحيته".


إنه البابا يدعو إلى الوحدة الأوروبية المسيحية، والتضامن بـ"بركة" روح القديس، وبلير كان لا يضع خطاً فاصلاً بين المسيحية والسياسة، أما شعار "لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين" الذي أطلق في أوائل الثمانينات عربياً فهو يخصنا وحدنا من دون العالمين!!


على العرب والمسلمين وحدهم أن يكونوا علمانيين، ويتوجب عليهم أن يفصلوا دينهم عن دنياهم، وإلا صاروا رجعيين مثل بلير الذي يقود أقدم ديمقراطية في العالم، أما العالم "المسيحي" فلا يلزمه ما يلزمنا، وبوسعه ألا يفصل بين الدين والسياسة، وأن يظلل كل حياته بدينه ليمنحه "الأخلاق والقيم"، وإذ يطلب العلمانيون عند بني يعرب أن نحبس ديننا في "دور العبادة"؛ فإن بيرتن يشدد على أن إيمان بلير "المسيحي"، "كان جزءاً منه وشمل حتى جواربه القطنية"!!


وعندما قال بوش عن حربه على المسلمين إنها "حرب صليبية"، سرعان ما ابتدرنا المدافعون في بلادنا بأن كلمته لا تعدو كونها "زلة لسان" حتى قبل أن يستخف بنا البيت الأبيض بتصريح يؤكد ذلك، غير أن ما يرشح من داوننج ستريت أتى ليعزز حقائق الواقع ومسلماته الواضحة..


إننا لا نستهلك كلاماً حول الحرب الصليبية وواقعيتها الراهنة، لكننا نقول فقط لأولئك الأتباع الأذلاء الذين لا يؤمنون بالفكرة إلا إذا أتت رياحها من الغرب، هاكم الغرب يكفر بالعلمانية التي أنتم بها مؤمنون.. أفلا تتراجعون؟!

مصافحة أولى : الموافقات بين عباد القبور


بسم الله الرحمن الرحيم


مصافحة أولى : الموافقات بين عباد القبور 


تنبيه : هذا المقال يحتاج منك إلى قراءة مركزة لمدة 10 دقائق فقط
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه وأستنّ بسنته إلى يوم الدين .. أما بعد :
دعونا نبدأ القصة من البداية 
فهذا رجل صالح عند قومه كان يسمى اللّات ، كان يلتّ السويق للحجاج قبل الإسلام فلما مات وضع محبوه صنما يكون له شعارا كهذا الذي ترونه ــ مثلا ــ وسموه باسمه.




و هذا أيضا صحابي جليل معروف يسمى الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهما قُتل شهيدا على أيدي شيعته في كربلاء فوضعوا على قبره ــ كما يزعمون ــ ضريحا كهذا.


وأيضا هذا رجل صالح معروف بعلمه وصلاحه اسمه عبدالقادر الجيلاني مات فوضع محبوه على قبره ضريحا كهذا.




من هنا ، دعونا نمضي سويا إلى الهدف المنشود
فنرى أولا أن هناك توافقا ملموسا في أن كلا من الأمثلة الثلاثة تعبّر عن رجال صالحين عند قومهم ، عندما ماتوا وضع محبوهم لهم شعارات تدل عليهم إما صنما أو ضريحا أو بناء أو غير ذلك.


....................
أيضا الثلاثة يعتقد فيهم مريدوهم أنهم رجال صالحون.
....................
اللّات مثلا
بعد ما مات شيّد محبوه له صنما يكون له شعارا ، أصبحوا يأتون إليه ويدعونه ويحلفون به ، كأن يقول أحدهم يا لات أغثني ، أو يا لات أدركني ، أو مدد يا لات ، أو يُقسمون به فيقولون واللات أو باللات.
وكذلك نجد الذين يذهبون إلى ضريح الحسين رضي الله تعالى عنه أو إلى ضريح الجيلاني رحمه الله تعالى يدعونهما بأسمائهما فيقولون يا حسين أدركني يا جيلاني أغثني مدد يا حسين مدد يا جيلاني ، و يُقسمون بهم فيقولون والحسين أو ورأس الحسين ، أو وسيدي عبد القادر.
....................
أيضا نجد أن مشركي العرب كانوا ينذرون ويذبحون للّات ، وكذلك نجد الذين يذهبون إلى ضريح الحسين أو إلى ضريح الجيلاني يذبحون وينذرون لهم.
....................
سبحان الله .. ما سر هذا التوافق؟
....................
الغريب في الأمر
أن مشركي العرب الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقرّون أن الله تعالى هو الخالق الرازق المحيي المميت الذي يدبر الأمر مع أنهم كانوا يعبدون اللات ويدعونه من دون الله ويذبحون له القرابين ولكنّهم كانوا يقولون إنا لا نفعل هذه الأفعال التعبدية إلا لعلّه ، وهي أنا نجعل هذا الصنم الذي يمثل الرجل الصالح واسطة بيننا وبين الله يقربنا إليه وأنّا لا نريد من ذلك إلا الجاه والشفاعة ، كما قال الله تعالى عنهم (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ).
لاحظ أنه سمى الأفعال التي يقومون بها للأصنام من الدعاء والنذر والذبح عبادة ولاحظ أيضا أنهم أرادوا بهذه الأعمال الجاه والشفاعة عند الله و لم يريدوها للأصنام.
كما أن الذين يذهبون إلى الحسين و الجيلاني يعتقدون أيضا أن الله تعالى هو الخالق الرازق المدبر و يفعلون نفس أفاعيل من يذهبون إلى اللات مع الحسين والجيلاني ولا يريدون من ذلك أيضا إلا الجاه والشفاعة.
فيا ترى ما الفرق بين من يدعو اللات ومن يدعو الحسين والجيلاني ؟
....................
فإن قلت لي ؟
يا أخي من أين أتيت بهذه الفرية العظيمة ، كفار قريش الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كانوا يعتقدون أن الله تعالى هو الخالق الرازق المحيي المميت وهو الذي يدبر الأمر ، وأنهم يقولون أنّا لا نعبد الأصنام إلا لتقربنا إلى الله.
قلت لك : 
على رسلك ، فلم آت بشيء من عندي ، تأمل قول الله تبارك تعالى عنهم : 
(قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ).
وقوله تعالى (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) فذكر الله سبحانه وتعالى عنهم أنهم يعتقدون أن الله تعالى هو الخالق الرازق وأنهم لا يريدون بعبادتهم الأصنام إلا أن تقربهم إلى الله تعالى زلفى.
....................
يا ترى ما سر هذا التوافق ؟
كيف يقاتل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مشركي العرب وهم يعتقدون أن الله تعالى هو الخالق الرازق المدبر وأنهم لا يسألون اللات إلا لطلب الجاه والشفاعة عند الله ؟
وكذلك هم الذين يذهبون إلى ضريح الحسين أو إلى ضريح الجيلاني يعتقدون أن الله تعالى هو الخالق الرازق المدبر وأنهم إنما يسألونهم ويذبحون لهم وينذرون لهم لطلب الجاه والشفاعة عند الله ، فهل يُعقل أن يكون الدعاء والذبح والنذر للحسين و الجيلاني جائزا والدعاء والذبح والنذر للات شركا ؟


ولكن قد يقول قائل : أيه الوهابي ، ألا تعلم أن مشركي العرب كانوا ينادون الأصنام وهي حجارة ونحن ننادي رجالا صالحين.
قلت :
لهذا أتيت باللات مثالا فهو عند مشركي العرب رجل صالح يلتُّ السويق للحجاج فلما مات وضعوا له صنما ليكون شعارا له يدعونه عنده ويذبحون له وينذرون ، وكذلك أنتم وضعتم للحسين والجيلاني أضرحة تكون شعارا لهم تدعونهم عندها وتذبحون لهم وتنذرون. 
كما أن الأصنام التي كانت في عهد نوح عليه السلام هي لرجال صالحين أيضا ، ودا وسواعا ويغوث ويعوق نسرا ، بدليل ما ورد عند البخاري رحمه الله تعالى (عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا صَارَتْ الْأَوْثَانُ الَّتِي كَانَتْ فِي قَوْمِ نُوحٍ فِي الْعَرَبِ بَعْدُ أَمَّا وَدٌّ كَانَتْ لِكَلْبٍ بِدَوْمَةِ الْجَنْدَلِ وَأَمَّا سُوَاعٌ كَانَتْ لِهُذَيْلٍ وَأَمَّا يَغُوثُ فَكَانَتْ لِمُرَادٍ ثُمَّ لِبَنِي غُطَيْفٍ بِالْجَوْفِ عِنْدَ سَبَإٍ وَأَمَّا يَعُوقُ فَكَانَتْ لِهَمْدَانَ وَأَمَّا نَسْرٌ فَكَانَتْ لِحِمْيَرَ لِآلِ ذِي الْكَلَاعِ أَسْمَاءُ رِجَالٍ صَالِحِينَ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ فَلَمَّا هَلَكُوا أَوْحَى الشَّيْطَانُ إِلَى قَوْمِهِمْ أَنْ انْصِبُوا إِلَى مَجَالِسِهِمْ الَّتِي كَانُوا يَجْلِسُونَ أَنْصَابًا وَسَمُّوهَا بِأَسْمَائِهِمْ فَفَعَلُوا فَلَمْ تُعْبَدْ حَتَّى إِذَا هَلَكَ أُولَئِكَ وَتَنَسَّخَ الْعِلْمُ عُبِدَتْ)
إذاً هؤلاء رجال صالحون ماتوا فوُضعت الأصنام شعارا لهم ، وهؤلاء أيضا رجال صالحون ماتوا فوضعت الأضرحة شعارا لهم فأين الاختلاف ؟
....................
قد يقول قائل
هل أنت مجنون ، كيف تسوينا بمشركي العرب في كل ما سبق ، نحن إذا دعونا الحسين أو الجيلاني فإنا لا نريد منهم ولكننا نريد من الله ولكننا نجعلهم شفعاء لنا عند الله ، أما مشركي العرب فهم يدعون الأصنام ويريدون منهم !!
قلت : 
بل هم يريدون من الله أيضا لا من أصنامهم كما قال الله تعالى عنهم (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) فهم في الأصل يريدون القرب من الله بنص القرآن كما ترى.


وقوله تعالى (وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ).
فأين الفرق قلي بربك ، بين من يقول يا لات أغثني ومن يقول يا حسين أغثني ويا جيلاني أغثني ؟؟؟ 
....................
فإن قال لي صوفي أو رافضي ، نحن (مسلمون) نقول لا اله إلا الله ، و مشركوا العرب لا يقولون لا اله إلا الله ولا يعترفون بها فكيف نكون وهم سواء ؟
قلت : هذا صحيح
هم لا يقولونها ؛ لأنهم أفقه منكم بمرادها ، وسأخبرك لماذا هم افقه منكم بمرادها بعد قليل.
ولكن دعني أتفق أنا وإياك أولا على معنى لا اله إلا الله ، هل معناها : لا خالق ولا رازق ولا مدبر بحق إلا الله. 
فإن قلت لي : نعم هذا هو معنى لا اله إلا الله
قلت لك :
يرد على هذا المعنى إشكال ، وهو أن هذا المعنى لم ينكره مشركوا العرب بل هم مقرّون به أفضل من بعض من ينتسب للإسلام اليوم فهم يقولون كما قال الله تعالى عنهم : (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ) ويقول في آية أخرى (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) وفي آية أخرى (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ).
إذا أصبح هنا توافق آخر وهو أن مشركي العرب مقرّين غير جاحدين بالمعنى الذي تعتقدونه للا اله إلا الله ، وعلى هذا فلا يمكن أن يكون هذا معنى لا اله إلا الله الذي يريده الله تعالى من الناس ، وإلا لما قاتل النبي صلى الله عليه وسلم مشركي العرب فالمعنى الذي تعتقدونه للا اله إلا الله لا ينفعكم كما أنه لم ينفع مشركي العرب.
إذا طالما أن قولنا بأن الله تعالى هو الخالق الرازق المدبر ليس معنى لا اله إلا الله المراد ، فلا بد أنه ذلك المعنى الذي أنكر الله تعالى فعله على المشركين وسماه شركا وهو دعاء الأصنام و الذبح لها و النذر لها و الخوف منها و القسم بها و كل ما يطلق عليه مسمى عبادة مع العلم أنهم يريدون بعبادتهم للأصنام طلب الجاه والشفاعة كما قررنا آنفا. 
وهو ذات المعنى أيضا الذي نُنْكِرُهُ اليوم على من يذهبون إلى ضريح الحسين و الجيلاني والأفعال التي يفعلونها عند ضريحهما هي نفس أفعال مشركي العرب عند أصنامهم ، مع أنهم يعتقدون أن الله تعالى هو الخالق الرازق المدبر وأن الحسين و الجيلاني لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ، ولكنهم يدعونهم وينذرون لهم لطب الجاه والشفاعة. 
فسمى الله تعالى الأول مع مشركي العرب شركا ، أفلا يكون الثاني شركا وهو مطابق للأول تماما من كل الوجوه ؟
....................
أما لماذا مشركي العرب افقه بمعنى لا اله إلا الله ممن ينذرون ويذبحون; للحسين والجيلاني ، ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم دعاهم إلى لا اله إلا الله فقال لهم (قولوا لا اله إلا الله تفلحوا) فأبوا وعاندوا وقالوا كما قال الله تعالى عنهم (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) فعلموا أنهم لو أقرّوا بمعنى لا اله إلا الله الصحيح أنه لا يجوز لهم أبداً أن يدعوا أو ينذروا أو يذبحوا أو يصرفوا أي نوع من أنواع العبادة لغير الله كما يفعلون مع اللات والعُزّى لذلك لم يعترفوا بها.
بينما بعض من ينتسب للإسلام اليوم لا يفتر لسانه من ذكر لا اله إلا الله ومع ذلك فهو لا يفهم معناها الصحيح كما فهمه مشركوا العرب ، لذا تجده يذهب إلى قبر الولي الفلاني فيدعوه من دون الله وتجده يذبح للولي الفلاني وينذر لآخر ، فمن هنا علمنا أن مشركي العرب أفقه بمعنى لا اله إلا الله من بعض من ينتسب للإسلام اليوم. 
....................






فإن قال لي قائل : الدعاء الذي ندعوه للحسين والجيلاني ليس بعبادة.
قلت له :
بل إن الدعاء عباده أمرنا الله تعالى بها في كتابه فقال (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً) وقال (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) بل هو أخص أنواع العبادة فقد قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم (الدعاء هو العبادة). 
وأنت قد علمت أن العبادات عمل محض لله إذا صرفت شيئا منها لغير الله تعالى أصحبت مشركا ، كما أنك لو ذبحت لغير الله للجن أو لأصحاب القبور أشركت ، لأن الله تعالى يقول (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) والنسك المقصود به الذبح فكذلك الدعاء لو صرفت منه شيء لغير الله أصبحت مشركا. 
إذا عرفت الآن أن الدعاء عبادة وكذلك الذبح فقس عليهما جميع أنواع العبادات ، كلها لا يجوز صرفها إلا لله تعالى ، فإذا صرفت جزء منها لغير الله تعالى أصبحت مشركا بالله تعالى بصرفك هذا الجزء لمن لا يستحقه ، وبهذا يتضح لك المعنى الحقيقي للا إله إلا الله وهو : لا معبود يستحق العبادة إلا الله.
فإذا علمت هذا ، عرفت أن ذهابك إلى قبر الحسين أو قبر الجيلاني لدعائهم أو الذبح لهم أو النذر لهم أو غير ذلك من العبادات هو شرك بالله تعالى لأن هذه الأعمال خاصة بالله سبحانه وتعالى وقد توعد الله تعالى من أشرك به ومات على شركه بعدم مغفرة ذنبه وأنه خالد مخلد في النار كما قال تعالى (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) فالأمر خطير .. خطير جدا 
وقال سبحانه (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا)
فإذا كنت تعتقد أن الشرك لا يكون إلا في أفعال الرب كالخلق والرزق والتدبير فقد علمت أن مشركي العرب لم يكن شركهم الذي كفّرهم الله تعالى به من هذا القبيل بل لا تكاد تجد إنسانا يقول أن أحدا يخلق مع الله أو يرزق مع الله أو غير ذلك من أفعال الله سبحانه وتعالى ، عرفت بعد ذلك حق المعرفة أن الشرك لا بد أن يكون في غير أفعال الرب أيضا.




فإن قلت لي فيم يكون الشرك أيضا ؟
قلت لك إن الشرك يكون في العمل الذي أنكره الله تعالى على مشركي العرب وسماهم به مشركين وهو الشرك في أفعال العباد كالصلاة والدعاء والنذر والخوف والمحبة والرجاء والاستغاثة وغيرها من العبادات.
....................
ثم تأمل 
أنه لو كان معنى لا اله إلا الله هو لا خالق ولا رازق ولا مدبر بحق إلا الله لما كان في إرسال النبي صلى الله عليه وسلم فائدة للعرب إذ هم مقرون بهذا المعنى ولكن لمّا كان المعنى الصحيح للا إله إلا الله هو : لا معبود بحق إلا الله عرفت أن العبادات التي صرفها العرب لغير الله مثل الخوف والرجاء والمحبة والنذر والاستغاثة والذبح وغيرها من العبادات لأصنامهم مثل اللّات و العزّى أصبحوا بهذا الفعل مشركين مستحقين لمقت الله وعذابه مع أنهم لم يصرفوها لهم إلا لطلب الجاه والشفاعة.
وعرفت أيضا أن الله تعالى أرسل نبيه صلى الله عليه وسلم لتصحيح هذه العبادات بصرفها إلى الله تعالى مباشرة دون أن يجعلوا بينهم وبين الله وسطاء. 
....................
فقل معي لا اله الا الله مخلصا من قلبك تائبا إلى الله تعالى فمن قالها مخلصا من قلبه عاملا بمقتضاها محققا لشروطها دخل بإذن الله تعالى الجنة وحرّمه الله تعالى على النار كما قال صلى الله عليه وسلم( فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله )
ابدأ حياتك من جديد مع الله سبحانه وتعالى ، لا تدعو غيره ، ولا تذبح لغيره ، ولا تنذر لغيره ولا تُقسم بغيره ولا تصرف أي عبادة لغير الله سبحانه وتعالى.
فكيف تذهب إلى أصحاب القبور وتسألهم أن يشفعوا لك عند الله تعالى وهم محتاجين إلى الله تعالى مثلك ألسنا نذهب إلى البقيع الذي فيه قبور كبار الصحابة رضي الله تعالى عنهم وندعوا لهم كما كان النبي صلى الله تعالى يدعوا لهم بقوله (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله للاحقون أسأل الله لنا ولكم العافية)
انتبه ... نحن نسأل الله تعالى لهم العافية فهم محتاجون للعافية من الله تعالى كما أننا محتاجون لها من الله تعالى ، أفندع من يملك العافية ونسألها ممن هو محتاج لها ؟ 
ومثله لو قلت لي إن الله تعالى يقول عن الشهداء أنهم (أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) لذا فأنا أسألهم ليكونوا واسطة بيني وبين الله تعالى.
فأقول لك : هل تأملت أن الله تعالى يقول عنهم (يُرْزَقُونَ) ولم يقل (يَرْزَقُونَ) أي أنهم محتاجين إلى الله تعالى لأن يرزقهم كما أنك أنت محتاج له فلماذا لا تدعو الله تعالى الذي يملك الرزق وتدع من يحتاج مثلك إلى الرزق.
أخيرا أذكرك بقول الله تبارك وتعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) أفتترك القريب المجيب وتدعو البشر المحتاج إلى الله ؟
وقوله تعالى (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ) فإن قلت لي إن الحسين والجيلاني يجيبون المضطر إذا دعاهم بأن يشفعوا له عند الله !!
أكملت لك الجزء المتبقي من الآية وقلت لك :(أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ) فكن من الله تعالى قريب وأبدأ حياتك مع الله من جديد.
أسأل الله تعالى أن يرزقني وإياك الإخلاص في العبادة وأن يجعلنا من الموحدين الصادقين وممن سار على نهج سيد المرسلين إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


....................
كتبه الفقير إلى عفو ربه
محمد ابن الشيبه الشهري
alfqir-ela-allah@hotmail.com
__________________
مدونتي 


http://alkramh.blogspot.com

التطابق بين قانون الرازي الاشعري وقانون المريسي الجهمي


التطابق بين قانون الرازي الاشعري وقانون المريسي الجهمي

بسم الله الرحمن الرحيم

 التطابق بين قانون الرازي الاشعري وقانون المريسي الجهمي
قال الرازي الاشعري في قانونه الكلي : " ولما بطلت الأقسام الأربعة لم يبق إلا أن يقطع بمقتضى الدلائل العقلية القاطعة بأن هذه (الدلائل النقلية*) إما أن يقال : إنها (غير صحيحة*) ،  أو يقال : إنها صحيحة إلا أن (المراد منها غير ظواهرها*) .
ثم إن جوزنا التأويل اشتغلنا على سبيل التبرع بذكر تلك التأويلات على التفصيل، وإن لم يجز التأويل فوضنا العلم بها إلى الله تعالى ." ا.هـ
ونقارن الان قانون الرازي الاشعري بأساليب الجهمية (سلف الاشاعرة) في محاربة أهل السنة بالتقية :
قال الشيخ د. عبد العزيز آل عبد اللطيف في مقال : عنيف القول ولطيفه تجاه السلف " وقد يستغرب القارئ الكريم إذا علم أن هذا الكيد الخفي هو سبيل قديم لأهل البدع الذين مردوا على النفاق؛ كما كشفه الإمام عثمان بن سعيد الدارمي (ت 280هـ) - رحمه الله - قائلاً: «بلغنا أن بعض أصحاب بشـر المريسـي قال: كيف تصنعون بهذه (الأسانيد*) التي يحتجون بها علينا في ردِّ مذهبنا مما لا يمكن التكذيب بها؟ قال: (لا تردُّوه*) فتفضحوا، (ولكن غالطوهم بالتأويل*)، فتكونوا قد رددتم بلطف؛ إذ لم يمكنكم ردٌّ بعنف»" (الرد على بشر، ص 556.) من للشيخ د/عبدالعزيز آل عبداللطيف  
وهذا جدول المطابقة من النقول السابقة :
 مصطلحات الرازي = مصطلحات المريسي
(الدلائل النقلية*) = (الأسانيد*)
(غير صحيحة*) = (لا تردُّوه*)
(المراد منها غير ظواهرها*) = (ولكن غالطوهم بالتأويل*)



بقي قول الرازي : "وإن لم يجز التأويل (فوضنا العلم بها*) إلى الله تعالى ". فننقل هذه القطعة "وأما الرب تعالى فإنا (لا ندري ما عنى*) بذلك ؟" من الرواية التالية التي تثبت أن تفويض المعنى منهج الجهمية منذ القدم.

ذكر الإمام أبو عثمان الصابوني في عقيدته قال :
" قرأت لأبي عبد الله ابن أبي البخاري وكان شيخ بخارى في عصره بلا مدافعة وأبو حفص كان من كبار أصحاب محمد بن الحسن الشيباني قال أبو عبد الله أعني ابن أبي حفص هذا سمعت عبد الله بن عثمان وهو عبدان شيخ مرو يقول سمعت محمد بن الحسن الشيباني يقول :
قال حماد بن أبي حنيفة : قلنا لهؤلاء أرأيتم قول الله عز و جل وجاء ربك والملك صفا صفا ؟
قالوا : أما الملائكة فيجيئون صفا صفا ، وأما الرب تعالى فإنا لا ندري ما عنى بذلك ؟ ولا ندري كيفية مجيئه ؟
فقلت لهم : إنا لم نكلفكم أن تعلموا كيف جيئته ولكنا نكلفكم أن تؤمنوا بمجيئه ، أرأيتم إن أنكر أن الملائكة تجيء صفاً صفاً ماهو عندكم ؟
قالوا: كافر مكذب.
قلت : فكذلك من أنكر أن الله سبحانه لا يجيء فهو كافر مكذب " ا.هـ
راوه أبو عثمان الصابوني في عقيدة السلف وإسناده صحيح
فقول هذا المفوض هنا الذي حاوره حماد :
" وأما الرب تعالى ، فإنا لا ندري ما عنى بذلك ، ولا ندري كيفية مجيئه "
دال على أن ادعاء الجهل بالمعنى والذي هو تفويضٌ هو مذهب أهل التعطيل
ويراه حماد بن أبي حنيفة غير كاف في الإيمان بهذه الصفة ، بل عندما اعترض هذا المفوضُ بأنه لا يدري المعنى ولا الكيفية عقّب حماد بإقراره على عدم الدراية بالكيفية خلافا لعدم درايته للمعنى فلم يقره عليها وذلك عندما قال الإمام حماد :
" إنا لم نكلفكم أن تعلموا كيف جيئته "
وترَكَ موافقته على عدم علمه بالمعنى ، ولم يقل ولم نكلفكم دراية ما عنى
مصدر رواية الصابوني والتعليق عليها: التفويض في الصفات و حقيقة مذهب السلف 

هوس التفسير السياسي


هوس التفسير السياسي
بقلم: فهد العجلان
11محرم 1432هـ
تتملكني الدهشة والإعجاب كلما نظرت في بعض المواقف الصارمة لأئمة السلف من الأحكام الفقهية المتعلقة بالتعامل مع (السلطة السياسية).
ولو فتح الشخص صفحة ذلك التاريخ لانهالت على ناظريه عشرات القصص والأخبار في إنكار الدخول على السلاطين، أو تولي القضاء لهم، وإسقاط الرواية عمَّن وجدوه مترخصاً في ذلك، إلى مواقف أشد حسماً وصرامة كمثل ما روي أن (خلفاً البزار) رفض الرواية عن شيخه (الكسائي) بسبب أنه سمعه مرة يقول: سيدي الرشيد، فقال: (إن إنساناً مقدار الدنيا عنده أن يجعل من إجلالها هذا الإجلال لحري أن لا يؤخذ عنه شيء من العلم)[1].
وأتساءل مع القارئ الكريم: ما سبب هذه الصرامة المنهجية التي سلكها أولئك الأئمة؟   
يحلو لكثير من الناس أن يبحث لها عـن مبـررات وأعذار؛ لأن ثَمَّ قنـاعة في التفكير الفقهي المعاصر بعدم رجحان مثل هذه
المواقف بناءً على قاعدة جلب المصالح ودفع المفاسد، وهي آراء قابلة في تفاصيلها للاجتهاد والأخذ والرد.
 غير أن ما يدهش المتابع حقاً أن هذا الموقف في جملته قد كان صيانة ربانية وعناية إلهية لهذه الشريعة من حيث لا نشعر؛ لأن (التفسير السياسي) هو أعظم قوس جائرة سُدِّدت إلى جسد التراث الإسلامي؛ فكل الدراسات الفكرية المعاصرة التي أخذت تنبش في تاريخ الإسلام وتراثه كانت تعتمد بشكل رئيس على تأثير السياسة على النصوص الشرعية وطرائق الاستدلال والاجتهاد، وأن الأحكام والنصوص لم يكن مردُّها إلى التشريع والديانة بقدر ما هي متأثرة بواقعها الذي صاغته السياسة.
وحين يعرف المتابع حقيقة ما كان عليه العلماء في ذلك الزمن، وبُعدَهم عن السلطة، وتحاشيهم عنها، وتحفُّظهم من مجرد الدخول عليها أو تولي القضاء لديها، فإنه سيجد أن مثل هذا الاتهام ضرب من الهجاء والشتيمة لا أساس له من البحث العلمي.
 
   يغطي التفسير السياسي مساحة واسعة في حركة خلايا العقل العَلماني المعاصر، ولو تعطل هذا التفسير لتوقفت حركة تلك القراءات عن البحث في تراث الفقهاء ونصوص السَّنة؛ فلا يقرأ الباحث منهم أي حكم أو ينظر في أي نص إلا ويفتش عن أثر السياسة في الموضوع، وبطريقة كسولة جداً لا تتعدى ربط أي نص شرعي بأقرب حدث سياسي، وتعليق أي حكم بأدنى سلطان
(فما من شيء في هذا التاريخ إلا وهو مبصوم بخاتم السياسة: الفكر، والفقه، والاجتماع، والاقتصاد، واللغة، والفن، والجغرافيا، والسيكولوجيا، بل النص الشرعي ذاته)[2].
  فكلها مصبوغة بالسـياسة، ولم يبـقَ ما هو خارج عن تأثير السياسة إلا شيء واحد، وهو ما يكتبه مثل هذا المؤلف، والبحوث والأفكار التي يقررها فهي بلا شك بعيدة عن تأثير السياسة التي تبصم على كل شيء.
  ومع أن التفسير السياسي هو أكبر الأدوات التفسيرية التي يعتمدها هؤلاء في قراءتهم للتراث، وهو أكثرها شيوعاً وحضوراً؛ إلا أنه في الوقت نفسه أضعف نقطة وأهش زاوية يعتمدون عليها؛ فنشر نماذج وأمثلة للتفسير السياسي على السطح كافٍ لكشف المستوى الموضوعي والعلمي لتلك الدراسات، وأن هذا التفسير يعبر عن حالة مَرَضيَّة أكثر من تعبيره عن روح علمية.
فأحدهم يقرر تأثير السياسة على الشافعي؛ لأنه:
(الفقيه الوحيد من فقهاء عصره الذي تعاون مع الأمويين مختاراً راضياً)[3].
ولشدة ضغط المرض السياسي خفي عليه معرفة مولد الشافعي الذي يعرفه الجميع وهو (سنة 150هـ)؛ أي: بعد زوال الدولة الأموية بثماني عشرة سنة.
 وباحث آخر يفسر الظاهرية التي كان عليها (ابن حزم) بأنها موقف سياسي اتخذه ابن حزم لأجل أن الدولة الأموية بالأندلس تحتاج لمشروع يناهض المشروع الثقافي لخصميها (العباسي) و (العبيدي) فجاءت بابن حزم:
(لينطق باسمها ويحمل مشروعها الثقافي)[4].
 
وقد أعماه التفسير السياسي عن إدراك الحقيقة التاريخية الواضحة من أن الدولة الأموية بالأندلس قامت سنة (138 هـ)؛ أي: قبل مولد ابن حزم بما يقارب قرنين ونصف من الزمان؛ إذ ولد سنة (384 هـ)، وسقطت الدولة سنة (422 هـ) وابن حزم ما يزال في عز شبابه (ت 456هـ).
   ومؤلِّف ثالث يتهم كعب الأحبار بأنه يروي الأخبار تملُّقاً لعبد الملك بن مروان[5] مع أن كعباً قد توفي عام 34 هـ قبل أن يتولى عبد الملك الخلافة بما يزيد عن ثلاثين سنة، وهي فضيحة يستحي منها أي باحث لم يبتلى بمرض التفسير السياسي.
 وقد كنا نحسب مصطلح (إجماع أهل المدينة) عند المالكية دليلاً وأصلاً شرعياً، لكننا لم ننتبه لكونه سلاحاً سياسيّاً وعصياناً للسلطة كما تفطَّن أحدهم حين قال: (فلو أراد إمام دار الهجرة التقرب إلى السلطة السياسية لوجد الطريق إلى ذلك سهلاً، بإسقاط هذا الأصل الذي انفرد به دون غيره، والذي يكفي لندرك بعده أن نرى فيه محاولة لإضفاء الشرعية على إجماع أولئك الذين قاوموا طويلاً سلطتي دمشق وبغداد)[6].
    وخذ من الأمثلة والقراءات العقلانية التي تحكم على الحديث إذا ورد في فضل أحدٍ بأنه من وضع أنصاره، وإذا ورد في ذم أحد بأنه من وضع أعدائه، وأي نص له علاقة بالواقع فهو من صياغة الواقع له.
  ومع ذلك، فالهوس بالتفسير السياسي لم يكن من إبداعهم وابتكارهم، بل نقلته تلك الدراسات المعاصرة من المدرسة الاستشراقية التي غرستها في أدمغة تلاميذها المقلدة فما عادوا يبصرون جيداً من دونها، وقد أحسن العلاَّمة (المعلمي) وصف بعض أسباب الخلل لديهم من أنهم:
(إنما يعرفون الدواعي إلى الكذب ولا يعرفون معظم الموانع منها)[7]؛
فهؤلاء الناس يعرفون الدواعي لتأثير السياسة من جهة قوة السلطان ورغبة الناس في التملق إليهم لكنهم لا يعرفون الموانع التي تحول دون تأثير السياسة كمثل ما عليه العلماء من الديانة والعدالة، ونفرتهم من الكذب، وما جرى من صيانة للعلم بالرواية والتدوين والجرح والتعديل مما يجعل تأثير السياسة فيها مستحيلاً.
     فحقيقة الأمر أن كثيراً من القوم إنما يعبرون عما يجدونه في نفوسهم، فإذا شاهدوا تأثير السياسة على تغيير قناعاتهم ومذاهبهم ظنوا أن غيرهم لن يكون أحسن حالاً منهم، مع كثافة جهلٍ تحول دون فهمهم لحال التراث والشريعة التي يريدون تقديم تفسير لها، للحد الذي يقرر فيه أحدهم:
(لقد كان القائمون بجمع الروايات (النصوص) من المحدثين هم أنفسهم الفقهاء الذين يمارسون اللحظة ذاتها، عملية التدوين النصي وعملية التنظير الفقهي وفي ظل هذا الوضع لا يؤمَن من التداخل والقلب بين التشريع والتفسير)[8]،
 
فهو يتصور أن الفقهاء لم يكونوا يفرقون بين أقوالهم وبين أقوال النبي صلى الله عليه وسلم؛ فيمكن للفقيه أن تختلط عليه فيجعل قوله هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم من حيث لا يشعر، فهذا التصور الظريف في فهم تاريخ المسلمين يفسر لك سر تضخم هذا الوهم في رؤوسهم.
   هذا (التفسير السياسي) لا يقوم على أي إثبات أو برهنة علمية، فطريقتهم تقوم على ربط أي حكم أو نص شرعي بالسياسة من دون أي دلائل قاطعة، وإنما لأنه يشك – أو يريد أن يشك بالأصح - يبدأ في البحث عن أي مؤثر سياسي من دون أي يقدم على ذلك أي برهنة، وهذه الطريقة في إنكار الحقائق والطعن في الشرائع بمحض الأوهام ليست مبتكرة لهم فهي طريقة قديمة في التعامل مع محكمات الشريعة،
فهذا أحد المبتدعة القدامى يدعي أن الزنادقة قد دسوا على أهل الحديث اثنا عشر ألف حديث من حيث لا يشعرون (لاحظ ضخامة العدد)، وهو ما دفع الإمام الدارمي إلى الجواب عنه متهكماً:
(دونك أيها المعارض فأوجدنا عشرة أحاديث دلسوها على أهل العلم... أو جرب أنت فدلس عليهم عشرة حتى تراهم كيف يردونها في نحرك)[9].
 
هل معنـى هذا أن السـياسة لا تؤثر ولا تستغل الأحكام الشرعية؟
    أبداً، بل لها تأثير ولا شك في ذلك، لكن تأثيرهم لم يمسَّ أصل الشريعة ولا نصوصها ولا مذاهب الفقهاء وأصولهم؛ فالتأثير يكمن في استغلال بعض النصوص والمواقف، وربما في تقديم بعض الفقهاء لأهوائهم وشهواتهم إرضاءً للسياسة لكن ذلك لا يضر إلا من فعل، أما نصوص الشريعة وأصول الاستدلال وقواعد الفقه فقد كانت في منعة أي منعة، عن التأثر بذلك، وكل محاولة تُثبِت خلاف ذلك فإنها ما زالت عاجزة عن إقامة أي إثبات علمي سوى الاعتماد على الشك والخرص علـى طريقة أحدهـم حين يحلـل أحـداث التـاريخ منطلقـاً مـن (يبـدو) و (أظـن) و (لا يُسْتبعَد)، ثم بعد ذلك (فتحصل يقيناً)[10].
 
-------------------------------------------------- 
[1] انظر: الآداب الشرعية لابن مفلح: 2/133.
[2] السلطة في الإسلام، العقل الفقهي السلفي بين النص والتاريخ، لعبد الجواد ياسين، ص 168.
[3] الإمام الشافعي وتأسيس الأيديولوجية الوسطية، نصر حامد أبو زيد، ص 16.
[4] تكوين العقل العربي، لمحمد عابد الجابري، ص 309.
[5] السلطة في الإسلام، لعبد الجواد ياسين، ص 274.
[6] الفكر الأصولي وإشكالية السلطة العلمية في الإسلام، لعبد المجيد الصغير، ص 235.
[7] التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل، لعبد الرحمن المعلمي: 1/27.        
[8] السلطة في الإسلام، لعبد الجواد ياسين، ص 321.
[9] نقض عثمان بن سعيد، ص 401. 
[10] أشير هنا وأشيد برسالة لطيفة بعنوان (التفسير السياسي للقضايا العقدية في الفكر العربي المعاصر) للأستاذ الباحث: سلطان العميري، وهي من إصدارات مركز التأصيل للدراسات والبحوث، فهي جديرة بالقراءة والاطلاع.

المصدر : الدرر السنية

الثقيل والخفيف


الثقيل والخفيف
د.عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف



التاريخ : 22/1/1432 هـ




الحق ثقيل؛ لعِظَم شأنه، وعُلوِّ قَدْره، والباطلُ خفيف؛ لمهانته وحَقارته، والحق أوْرَثَ أهلَه الرَّزانة والتعقُّل والثبات، والاطراد والاستقرار، كما أنَّ الباطل ألْحَقَ بأتباعه الخفَّة والطَّيْش، والتلوُّن والاضطراب.



وقد يُلبِّس الشيطان على بعض مُسْلمة هذا العصر، فيُؤثِر الصمت عن الحق، والسكوت عن تبليغ رسالات الله، ويدَّعي أنَّ ذلك من التعقُّل والتأنِّي والثقل؛ قال - عز وجل -: ﴿ بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ﴾ [القيامة: 14 - 15].

والأئمة الربَّانيون لا تعصفهم الأحداث، ولا تَجْرفهم الوقائع والنوازل، ولا يَخدعهم العوام والإعلام، بل هم على سبيل مستقيم، يُطوِّعون أنفسهم للشرْع المنزَّل، ويحكِّمون دينَ الله على واقعهم، ولَمَّا قيل لسفيان الثوري - رحمه الله -: قد أكثر الناس في المهدي، فقال - بكل رسوخ وثقل -: "إن مرَّ على بابك، فلا تكنْ منه في شيء؛ حتى يجتمعَ الناس عليه"؛ أخرجه أبو نُعيم في "الْحِلية" (7/ 31).

وقال المرُّوذِي: أَدخلتُ إبراهيم الحصري على الإمام أحمد - وكان إبراهيم رجلاً صالِحًا - قال إبراهيم: إن أمي رأتْ لك منامًا هو كذا وكذا، وذكرتِ الجنة، فقال أحمد: يا أخي، إنَّ سهل بن سلامة كان الناس يُخبرونه بمثْل هذا، وخَرَج إلى سفك الدماء، الرؤيا تسرُّ المؤمن ولا تغرُّه. "السِّيَر"؛ للذهبي (11 / 227).

وأما من آثَر التلون والتذَبْذُب، فإنَّ له في كلِّ يوم طريقةً ومذهبًا، كما قيل لواعظ: ما مذهبك؟ فقال: في أيِّ بلد تريد!

رزقنا الله اليقين الذي لا تسكن النفوسُ إلا إليه، ولا تعتمد في الدِّين إلا عليه.

شيوخ بني أمية "طبعة جديدة"!


شيوخ بني أمية "طبعة جديدة"!
د. عبدالعزيز العبداللطيف  | 24/1/1432 هـ

سئل عبد الله بن المبارك عن الملوك؟ فقال: الزهاد, قيل: فمن السّفلة؟ قال: الذي يأكل بدينه, (صفة الصفوة لابن الجوزي 4/139)، ولما أراد يزيد بن عبد الملك أن يسير بسيرة عمر بن عبد العزيز- رحمه الله - فجاء إليه جماعة من شيوخ بني أمية فحلفوا له بالله الذي لا إله إلا هو أنه إذا ولّى الله على الناس إماماً تقبل الله منه الحسنات وتجاوز عن السيئات.

قال ابن تيمية: "كثير من أتباع بني أمية - أو أكثرهم - كانوا يعتقدون أن الإمام لا حساب عليه ولا عذاب, وأن الله لا يؤاخذهم على ما يطيعون فيه الإمام, بل تجب عليهم طاعة الإمام في كل شيء, والله أمرهم بذلك.." (المنهاج 4/541) هذه الطاعة العمياء كانت مضرب المثل, فيقال "طاعة شامية"! بل إن الخصوم قد أدركوا ذلك, حتى قال داعي الدولة العباسية "أما أهل الشام فلا يعرفون إلا طاعة بني مروان" (المنتظم لابن الجوزي 7/56).

وها هو الحجاج المبير قد استعبدته هذه الطاعة, ثم هو يحاصر عبد الله بن الزبير- رضي الله عنهما - في البلد الحرام, ويصيح قائلاً: يا أهل الشام الله الله في الطاعة! ( البداية لابن كثير 8/329 ), وكان الحجاج - ومعه سيّده عبد الملك بن مروان - يقولان: "ننهى عن ذكر عمر الفاروق - رضي الله عنه - فإنه مرارة للأمراء مفسدة للرعية"! ( البداية 9/66 ) .

ومن خطب الحجاج: "اسمعوا وأطيعوا ليس فيها مثنوية لأمير المؤمنين عبد الملك". (أخرجه أبو داود 4643)
واستمر الحجاج على إدمان الطاعة العمياء حتى هلك, فقد جاء في وصيته أنه لا يعرف إلا طاعة الوليد بن عبد الملك عليها يحيى, وعليها يموت, وعليها يبعث!! (البداية 9/139)

هذه الوثنية السياسية لم يسكت عنها سلف الأمة, فما كان لقمع السطوة الحاكم أن يمنعهم من تبليغ رسالات الله تعالى, فإن الإمام الزهري - رحمه الله - لما سأله الوليد بن عبد الملك عن حديث "إن الله إذا استرعى عبداً الخلافة كتب له الحسنات, ولم يكتب عليه السيئات" , فقال : هذا كذب , ثم تلا قوله تعالى: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} ص26, فقال الوليد: إن الناس ليغروننا عن ديننا. (فتح الباري 13/113)

وكان الحسن البصري - رحمه الله - يقول: سيأتي أمراء يدعون الناس إلى مخالفة السنة فتطيعهم الرعية خوفاً على دنياهم, فعندها سلبهم الله الإيمان،  وأورثهم الفقر ونزع منهم الصبر, ولم يأجرهم عليه.
وقال الشعبي: "إذا أطاع الناس سلطانهم فيما يبتدع لهم أخرج الله من قلوبهم الإيمان وأسكنها الرعب".
وقال يونس بن عبيد: "إذا خالف السلطان السنة, وقالت الرعية قد أمرنا بطاعته أسكن الله قلوبهم الشك وأورثهم التطاعن" (الإبانة الصغرى لابن بطة صـ55)

وإن كان هؤلاء الشيوخ قد أضحوا أثراً بعد عين إلا أن داءهم قد استفحل في السنوات الأخيرة, فهناك نماذج أكثر نفاقاً وتملقاً من شيوخ بني أمية, بل صار العقلاء يترحمون على شيوخ بني أمية لما رأوا أفراخهم وورثتهم, وكان الشعبي يقول: " يأتي على الناس زمان يصلّون (يدعون) للحجاج! فهذا الصنف مصابٌ بالوله للأمراء والهيام بالحكام! فلا يزال لسانه رطباً بذكرهم, ويستهلّ حديثه بتعظيم إمام الزمان, ويختمه بالتسليم والإذعان للسلطان!

ومن المفارقات أن الروافض قد تململوا وضجروا من وثنية أصل "الإمامة" عندهم, فأحدثوا تبديلاً وتمرّداً على ما أصّلوه كما صنع الخميني في "ولاية الفقيه", وفي المقابل فإن بعض متسننة هذه العصر قد اعتراهم هذا النَفَس الرافضي المتهافت من حيث لا يشعرون, فتراهم يقررون بلسان الحال أو المقال أن الإمامة مقصودة لذاتها, وأن للإمام "المنتهى" أو قريباً من ذلك!

وقد قرر المحققون من أهل العلم أن مقصود جميع الولايات أن يكون الدين كله لله عز وجل, وإصلاح دين الناس , فالولاة إنما نصبوا من أجل إقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما هو محرر في الأحكام السلطانية للماوردي صـ5, والحسبة والسياسة الشرعية لابن تيمية بمجموع الفتاوى 28/61 , 262 والطرق الحكمية لابن القيم صـ217.

وقال الطيبي في شرحه لحديث "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته"
"في هذا الحديث أن الراعي ليس مطلوباً لذاته, وإنما أقيم لحفظ ما استرعاه المالك فينبغي أن لا يتصرف إلا بما أذن الشارع فيه" (فتح الباري 13/13)

ثم إن متسننةً قد خلعوا لقب "الإمام" و"أمير المؤمنين" ونحوهما على حكام يجاهرون بالعلمنة في السّراء والضراء والمنشط والمكره وينابذون الشرع المنزّل بل و المؤول, حتى أفتى بعضهم - في هذه الأيام - بقتل أحد المرشحين في الانتخابات, لأن في ذلك منازعة وافتياتاً على الإمام الأعظم, والذي قد أَذِن بمسرحية الانتخابات وأقرّها!

إنها بلاهة صلعاء وتزلف مقيت, وشماتة بأهل السنة والجماعة ولئن كان قمع الحكام واستبدادهم قد خلّف مهانة وخوراً عند قوم, كما أورث تملقاً ومداهنة عن آخرين, فلن تخلو الأرض من قائم لله بحجة من الذين يبلغون رسالات الله ولا يخشون أحداً إلا الله, ولئن عجز الكثير عن الصدع بالحق فلا أقل أن يسكتوا عن التلبيس وتزويق الباطل وتلميع الطاغوت.

ولئن كان بعضهم يتدثّر بلبوس خوف الفتنة.. فلا يُسوّغ ذلك أن تُضفى الشرعية الإسلامية على أنظمة علمانية صارخة في نظمها وموادها, وإنما جاءت الشريعة الإسلامية بتحصيل المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها, فكما يتعيّن مجانبة التزلف الرخيص والإفك المبين وقلب الحقائق, فكذا تراعى قواعد المصالح والمفاسد, فلا يصلح التهور والمصادمة لهذه الأنظمة دون فقه لتلك القواعد والأصول.

والتحذير من التهوّر والطيش لا يبرر تقديس الحكام ومداهنتهم, وإن نقد الأنظمة والحكام ومحاسبتهم لا ينفك عن محاسبة أنفسنا وتقويمها, إذ هما أمران متلازمان, فكما تكونوا يُولّى عليكم, فظهور المعاصي وتنوّع الكوارث والبلايا ملازمٌ لظلم الحكام وبطشهم وكما قال ابن القيم: "قد جعل الله سبحانه أعمال البَرّ والفاجر مقضيات لآثارها في هذا العالم اقتضاء لابد منه.. فجعل ظلم المساكين والبخس في المكاييل والموازين, وتعديّ القوي على الضعيف سبباً لجور الملوك والولاة الذين لا يرحمون أن استُرحِموا, ولا يعطفون إن استُعطِفوا, وهم في الحقيقة أعمال الرعايا ظهرت في صور ولاتهم, فإن الله سبحانه بحكمته وعدله يُظهر للناس أعمالهم في قوالب وصور تناسبها, فتارة بولاة جائرين.." (زاد المعاد باختصار 4/463, 464)

والحاصل أنه لابد من مدافعة هذا الفساد العريض لدى الراعي والرعية على وفق ما جاء به الشرع المنزّل كما قال عبد القادر الجيلاني: "نازعت أقدار الحق بالحق للحق".

ونقول في الختام كما قال عمر بن عبد العزيز: اللهم أصلح من كان في صلاحه صلاح لأمة محمد صلى الله عليه وسلم, وأهلك من كان في هلاكه صلاح لأمة محمد صلى الله عليه وسلم. (أخرجه ابن أبي شيبة 13/469)


المصدر : موقع المسلم

الأربعاء، 29 ديسمبر 2010

الدور السياسي للفاتيكان ممثلا للكنيسة الكاثوليكية








الدور السياسي للفاتيكان ممثلا للكنيسة الكاثوليكية
البابا بنديكت السادس عشر رئيس دولة معترف بها وذات سيادة (الفرنسية)


عدي جوني

ذكرت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" في عددها الصادر يوم الأربعاء الفائت أن البابا بنديكت السادس عشر رفض هذا الصيف استقبال وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بحجة تمضيته عطلته الصيفية، فيما أعلن الفاتيكان أن البابا سيقوم بزيارة رسمية لمقر الأمم المتحدة بنيويورك الربيع المقبل، الأمر الذي يبرز الدور السياسي الذي يلعبه الفاتيكان على الساحة الدولية.

فكما هو معروف، الفاتيكان دولة ذات سيادة معترف بها رسميا ولها تقاليدها البروتوكولية وجيشها الرمزي وسفاراتها المنتشرة في أنحاء العالم، لكنها لا تعطي التأشيرات كما تفعل بقية السفارات.

ويقوم ما يعرف باسم الكرسي الرسولي مقام وزارة الخارجية بالنسبة للفاتيكان، وهو الاسم الدولي لما يوصف باسم "حكومة الكنيسة الكاثوليكية" التي يترأسها حاليا البابا بنديكت السادس عشر.

زوار الفاتيكان
مراسل صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية في لبنان لورونزر كريمونيزي، التي نشرت نبأ الرفض قال للجزيرة نت "أعتبر أن رفض البابا بنديكت السادس عشر استقبال رايس لا يحمل أي معنى سياسي، والدليل أنه التقى الرئيس الأميركي جورج بوش قبل أشهر من الآن".

وأشار كريمونيزي في حديث هاتفي مع الجزيرة نت من بيروت، حيث يعمل مراسلا للصحيفة الإيطالية منذ أكثر من 20 عاما، إلى جود خلافات كثيرة بين البيت الأبيض وحاضرة الفاتيكان حول العديد من القضايا وأولها الحرب على العراق.

البابا مستقبلا الرئيس السوداني في الفاتيكان  قبل أسبوع (الفرنسية)
وأضاف أن البابا شخصية روحية لكنه، وحتى ضمن النظام السياسي في أوروبا القائم على مبدأ فصل الدين عن الدولة، لا يتردد في ممارسة السياسة في نطاق ما يسمى بالكرسي الرسولي.


وأضاف أن البابا "مؤتمن على مصالح الكنيسة الكاثوليكية في شتى أنحاء العالم" ومنهم الأقلية المسيحية في الشرق الأوسط، الأمر الذي يفسر -حسب رأي كريمونيزي- زيارات المسؤولين اللبنانيين الأخيرة إلى الفاتيكان ولقائهم بالبابا.

البابا رئيسا للدولة
وفي هذا الإطار يبرز منصب البابا رئيسا لدولة وليس مجرد زعيم ديني لأكثر من مليار وربع مليار مسيحي في العالم، كما يقول الدكتور الأب يوحنا قلتة نائب بطريرك الكاثوليك في مصر.

ويرى الأب قلتة أن المركز الديني للبابا لا يمنعه إطلاقا من ممارسة السياسة، لأنها تأتي ضمن واجباته تجاه رعاياه، لافتا إلى أن اختلاط السياسة بالدين ليس بالأمر الجديد المستجد على التاريخ البشري.

واستشهد قلتة على ذلك بوجود أكثر من 60 سفارة بابوية موزعة على أنحاء العالم تعمل في إطار توجيهات البابا لما فيه مصلحة الكنيسة الكاثوليكية.

الفاتيكان والعالم العربي
يذكر أن البابا بنديكت السادس عشر استقبل قبل فترة قصيرة الرئيس السوداني عمر البشير حيث بحث معه الوضع في إقليم دارفور، كما استقبل فاروق الشرع نائب الرئيس السوري وتبادل معه آخر المستجدات في الشرق الأوسط.

وعادة ما يتخذ الدور السياسي للفاتيكان منحى سلبيا في الدول العربية والإسلامية، وذلك بسبب عدم فهم الآخر وعدم تحقيق مبدأ الحوار بين الأديان بالشكل الأمثل.

يضاف إلى ذلك أن دعم أوروبا المسيحية لنشوء وقيام دولة إسرائيل عام 1948 خلف آثارا بالغة السوء على النظرة الإسلامية للفاتيكان ودوره السياسي في العالم.
المصدر:الجزيرة + وكالا

البابا يتحدث عن عمق العلاقة بين الكاثوليكية واليهود - مرئي


البابا يتحدث عن عمق العلاقة بين الكاثوليكية واليهود

أكد بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان عمق العلاقة التي تربط الكنيسة الكاثوليكية بالشعب اليهودي. كما أدان البابا في ثاني أيام زيارته ما سمّاه التوظيف الأيديولوجي للدين. تقرير أحمد جرار من عمان

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/F52A8D70-0EBF-423B-B8F1-D1559D46E202.htm

هبوط حاد لشعبية البابا بأميركا



هبوط حاد لشعبية البابا بأميركا


شعبية البابا تراجعت من 63% إلى 40% (الفرنسية)

أظهر استطلاع للرأي هبوطًا حادًّا في شعبية البابا بنديكت السادس عشر في الولايات المتحدة بسبب طريقة معالجته لقضية تحرش بعض رجال الكنيسة الكاثوليكية بالأطفال في أوروبا.

وتراجعت شعبية البابا من 63% في استطلاع أجراه مركز غالوب قبل عامين إلى 40% بحسب استطلاع  جديد للمركز نشرت نتيجته اليوم الأربعاء.

وأشار مركز غالوب إلى أن شعبية رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم تراجعت لدى الكاثوليك وغيرهم من أتباع المذاهب المسيحية الأخرى للأسباب نفسها.

وكانت شعبية سلفه البابا يوحنا بولس الثاني قد تراجعت أيضا في أميركا عام 2002  بسبب الطريقة التي عالج بها مزاعم عن تحرش رجال دين مسيحيين بالأطفال، ولكنها لم تهبط قط إلى ما دون 63% وقفزت إلى 78% قبل وفاته في أبريل/نيسان عام 2005 بحسب مركز غالوب.

وأجري الاستطلاع عبر الهاتف خلال الفترة من 26 إلى 28 مارس/آذار الحالي وشمل عينة عشوائية من 1033 شخصًا مع هامش خطأ قدره 4%.
المصدر: يو بي آي
***

البابا يزور أستراليا ومطالبات باعتذاره عن فضائح الكنيسة


رئيس الوزراء الأسترالي كيفن رود مستقبلا البابا بنديكت بمطار سيدني (رويترز)
وصل بابا الفاتيكان إلى سيدني استعدادا للمشاركة في الأيام العالمية الثالثة والعشرين للشباب، وسط مطالبات بضرورة أن يقدم اعتذارا رسميا عن الفضائح الجنسية التي هزت الكنيسة الكاثوليكية في أستراليا.


وحطت طائرة بنديكت السادس عشر في قاعدة ريتشموند العسكرية شمال غرب سيدني حيث كان في استقباله رئيس الوزراء كيفن راد وأسقف سيدني جورج بيل، قبل أن يتوجه إلى مكان سري بعيد عن الإعلام للإقامة فيه عشية انطلاق فعاليات يوم الشباب العالمي الخميس المقبل.


واستعدادا لهذه المناسبة توافد الآلاف من أبناء الطائفة الكاثوليكية إلى سيدني لحضور الاحتفالات، وسط إجراءات أمنية مشددة حيث توقعت السلطات الأمنية مشاركة أكثر من مائتي ألف شخص من شتى أنحاء العالم.


"
اقرأ


-الدور السياسي للفاتيكان ممثلا للكنيسة الكاثوليكية
"


وترافق ذلك مع استعدادات جماعات ليبرالية مناهضة للكنيسة أعلنت عزمها الاحتجاج على زيارة البابا، وعلى الصلاحيات الأمنية التي منحتها الحكومة للشرطة خلال فترة المهرجان منها الحق باعتقال أي شخص وإغلاق أكثر من ثلاثمائة شارع.


واستنكرت هذه الجماعات ما وصفتها الإجراءات التعسفية ضد الجماعات المناهضة لزيارة بابا الفاتيكان، ومنها فرض غرامات مالية ضد كل من يرتدي قميصا أو يحمل شعارا عليه كتابات مناوئة.


وتزامن ذلك مع مطالبة تجمع يعرف باسم "ضحايا الاعتداءات الجنسية في الكنائس" بضرورة أن يقدم بنديكت السادس عشر اعتذارا رسميا إلى الضحايا وذويهم لما تعرضوا له من اعتداءات جنسية على يد رجال دين ينتمون للكنيسة الكاثوليكية في البلاد.


وكان البابا أعرب -في تصريح إعلامي على متن الطائرة التي أقلته إلى أستراليا- عن عزمه الأسف لما تعرض له بعض الأشخاص على يد أشخاص ينتمون للكنيسة، وهو ما اعتبره تجمع أسر وذوي الضحايا أقل بكثير مما تطالب به.


وفي هذا الإطار قال المتحدث باسم (الطقوس المحطمة) الذي يعدا واحد من تلك التجمعات إن تصريحات بنديكت لا تتعدى نطاق العموميات وليست كافية، مما يستدعي أن يقدم البابا اعتذارا عن الطريقة التي تعامل بها أساقفة الكنيسة الكاثوليكية في البلاد مع تلك الاعتداءات ومحاولات تغطيتها وعرقلة وصولها إلى المحاكم المختصة.


المصدر: وكالات

البابا بالأردن يدعو لمصالحة يهود ويتجاهل المسلمين


البابا بالأردن يدعو لمصالحة يهود ويتجاهل المسلمين


مغازلة البابا لليهود من فوق أرض أردنية أثارت جدلا بالمملكة (الجزيرة نت)


محمد النجار-عمان




أثارت دعوة البابا للمصالحة بين المسيحيين واليهود بينما كان يطل على مدينة القدس من على جبل نبو بمدينة مأدبا الأردنية، موجة من الجدل بين مطالب بعدم إخراج تصريحات البابا من سياقاتها الدينية وبين منتقد لها.


وقال البابا بنديكت السادس عشر بينما كان يقف على جبل نبو "التقليد القديم بالحج إلى الأراضي المقدسة يذكرنا بالرابط غير القابل للكسر الذي يوحد الكنيسة والشعب اليهودي".


ومضى يدعو لأن يكون لقاؤه "إلهاما للمحبة المتجددة لكتابات العهد القديم والرغبة بالتغلب على كل العقبات التي تواجه المصالحة بين المسيحيين واليهود".


ودافع الناطق باسم زيارة البابا للأردن وعضو الاتحاد الكاثوليكي العالمي الأب رفعت بدر عن هذه التصريحات، وقال إنها تتحدث عن اليهود بصفتهم أتباع ديانة توحيدية فقط، وطالب بعدم إخراج هذه التصريحات من "سياقها الديني المحض" مشيرا إلى أن البابا لم يورد أي حديث سياسي يخص إسرائيل.


وردا على سؤال للجزيرة نت خلال مؤتمر صحفي عقده ظهر اليوم، قال الناطق باسم الفاتيكان الأب فيدريك لومباردي إن البابا أراد الحديث عن "استمرار التواصل بين المسيحية واليهودية".


وقال أيضا "لدينا كمسيحيين ويهود أرضية مشتركة في الكتب المقدسة وتقاليدنا المسيحية" مركزا على المعنى الديني لحديث البابا بعيدا عن الأبعاد السياسية.






انتقاد مسيحي 
من جهته انتقد النائب السابق والباحث بشؤون الكنيسة الأرثوذكسية د. عودة قواس حديث البابا عن المصالحة بين المسيحية واليهودية.


واعتبر الباحث أن "كلام البابا مرفوض بهذه العمومية ويجب أن يتم تحديد أسس لهذه المصالحة".


وكان قواس اتهم في تصريحات للجزيرة قبل أيام بعض قيادات الكنيسة الكاثوليكية بالارتباط بالحركة الصهيونية.



البابا تجاهل دعوة الأردنيين للاعتذار عن إساءاته للإسلام (الفرنسية)
تأجيج الغضب
وساهمت تصريحات البابا في تفاقم الانتقادات من قبل جماعة الإخوان المسلمين، لزيارته ورفضه الاعتذار للمسلمين بعد تصريحات أدلى بها خلال محاضرة بجامعة ألمانية عام 2006 اعتبرت مسيئة للمسلمين.


واعتبر المراقب العام للجماعة في الأردن د. همام سعيد تصريحات البابا حول اليهود بأنها "استهتار بالشعب الأردني".


سعيد قال للجزيرة نت "بدل أن ينظر البابا للواقع الحالي الذي نشأ عن الاغتصاب والاحتلال وإجراءات الصهاينة المتسارعة لتهويد القدس وهدم البيوت فيها والهجوم الوحشي على غزة، يطالب بالمصالحة مع اليهود الذي ترفضه كافة النصوص الإنجيلية".






تجاهل الاعتذار 
ورغم إشارة الأمير غازي بن محمد الذي رافق البابا في زيارته لمسجد الملك الحسين اليوم لإساءات بنديكت الـ16 للإسلام واعتبار ما قام به بعد ذلك من تصريحات وإجراءات كافية للاعتذار للمسلمين، إلا أن البابا تجنب أي إشارة لهذه الإساءة أو تقديم أي توضيح بشأنها في كلمة ألقاها بعد كلمة الأمير.


وبرأي د. قواس فإن تجاهل البابا حتى لتأكيد ما ورد على لسان الأمير غازي "يؤكد صحة الانتقادات الموجهة لإساءاته تلك".


وبينما عبر الناطق باسم الفاتيكان عن استغرابه لاستحضار تصريحات البابا عام 2006 اليوم، اعتبر أن أحداثا كثيرة تلت ذلك عبرت عن احترام البابا للإسلام.


وقال لومباردي إن البابا استقبل ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز وزار مسجد في إسطنبول، كما زار اليوم مسجد الملك حسين وسيزور قبة الصخرة بالقدس "وكل ذلك يركز على المعاني الإيجابية للعلاقة الإسلامية المسيحية".


أما مراقب الإخوان الأردنيين فرأى أن زيارة البابا للمسجد في عمان "مجرد مجاملات لا تعبر عن أي اعتذار إلا إذا كان يعتبر نفسه أكبر من الخطأ".


وقال د. سعيد "البابا ارتكب خطيئة بحق الإسلام وقام بعمل مشين بإساءته الواضحة للنبي محمد ولا نقبل إلا باعتذار لا يقل وضوحا عن إساءته".


المصدر: الجزيرة
***

البابا لم يخلع حذاءه في مسجد الحسين بن طلال

البابا يحيي مستقبليه لدى وصوله
كنيسة جبل نيبو قرب مأدبا (رويترز)
قال المتحدث الرسمي باسم الفاتيكان الأب فريدريك لومباردي إن البابا بنديكت السادس عشر لم يخلع حذاءه عند زيارته لمسجد الحسين بن طلال في عمان، لأن القائمين على ترتيبات الزيارة لم يبلغوه بضرورة القيام بذلك.


وأضاف لومباردي في مؤتمر صحفي عقد السبت -تعليقا على اليوم الثاني من زيارة البابا للأردن- أن البابا ومرافقيه تهيؤوا لخلع أحذيتهم لدى وصولهم باب مسجد الحسين، إلا أن المضيفين لم يقوموا بأي تصرف يدل على ضرورة خلع الحذاء بل قادوا الوفد البابوي إلى داخل المسجد.


وقال إن البابا مشى على مسارات داخل المسجد أثناء جولته التي رافقه فيها الأمير غازي بن محمد والمهندس الذي صمم المسجد.


ونفى لومباردي أن يكون البابا قد أدى صلاة مسيحية في المسجد، وقال إنه وقف وقفة تأمل ودعاء في مكان مخصص للصلاة في المسجد.


يشار إلى أن زيارة البابا بنديكت السادس عشر لمسجد الملك الراحل حسين بن طلال الذي بني تخليدا لذكراه، وصفت بأنها جاءت لتأكيد احترام البابا للإسلام.


المصدر: يو بي آي
***



البابا بإسرائيل بعد زيارة للأردن دعت لتضامن مسيحيي الشرق  


البابا والملك عبد الله وزوجته عند وصولهم وادي خرار بالضفة الشرقية لنهر الأردن (الفرنسية)
يحل بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر الاثنين بإسرائيل في زيارة تستمر أربعة أيام وصفت بالمحطة الأكثر حساسية في جولة بالأراضي المقدسة، هي الأولى له في منصبه، تشمل الأراضي الفلسطينية, وبدأت الجمعة بالأردن حيث التقى وجوها إسلامية وأقام قداسا وزار مكانا يعتقد مسيحيا أن المسيح عيسى عليه السلام عمد فيه.


ويزور البابا في إسرائيل متحف ياد فاشم الذي يحيي ذكرى من هلك من اليهود على يد النازيين، وسط جدل أثاره قراره مطلع العام برفع الحرمان الكنسي عن أسقف شكك في أرقام ضحايا الهولوكوست، وهو قرار أدانته إسرائيل وقيادات يهودية.


ويقول مراقبون إن إسرائيل، التي تقول إن بها 150 ألف مسيحي، ستولي اهتماما كبيرا لزيارة البابا لتحسين صورتها بعد الحرب على غزة.

ويزور البابا أيضا كنيسة المهد في الضفة الغربية حيث ولد المسيح عليه السلام.


المساهمة المسيحية
وزار البابا الأحد في وادي الخرار، على ضفاف نهر الأردن الشرقية، رفقة الملك الأردني عبد الله وزوجته رانيا المكان الذي يعتقد أن المسيح عمد فيه، ووضع في مكان قريب الحجر الأساس لبناء كنيستين، ودعا المسيحيين إلى "المساهمة.. في التصالح والسلام بالمغفرة والكرم"، وإلى المطالبة بحقوقهم عبر "الرقي بالحوار والتفاهم في المجتمع المدني".




20000 من الأردن وسوريا ولبنان والعراق حضروا قداس البابا بملعب عمان (الفرنسية)
وأقام البابا في وقت سابق الأحد قداسا في ملعب عمان، ودعا في عظة بالإنجليزية المسيحيين إلى "بناء جسور جديدة للحوار مع مختلف الشعوب من ديانات مختلفة"، وإلى تعظيم قيم العائلة وصيانة كرامة المرأة.


ومن بين أهداف زيارة البابا  إلى الأراضي المقدسة وقف نزوح المسيحيين عن الشرق الأوسط الذي لم يعد يسكنه إلا 12 مليون مسيحي أكثر من نصفهم في مصر.


وارتفعت الهتافات والتصفيقات في ملعب عمّان الدولي، الذي غص بـ20000 على الأقل من الأردن وسوريا ولبنان والعراق وسوريا وبلدان عربية أخرى، حين خاطب البابا الحشد بالعربية قائلا "السلام عليكم".


بلا اعتذار
وكان البابا دعا السبت في عمان إلى التصالح بين الأديان السماوية الثلاثة، وأبدى "احترامه العميق" للإسلام، لكنه لم يقدم اعتذارا عن تصريحات في 2006 اعتبرت مسيئة للنبي عليه الصلاة والسلام، وهو ما جعل الاتحاد العام للعلماء المسلمين يجمد العلاقات مع الفاتيكان.


ودعا البابا، مخاطبا وجوها إسلامية في مسجد الحسين بن طلال في عمان، إلى عدم استخدام الدين لأغراض سياسية، وفي زيارة إلى جبل نبو، حيث وقف حسب العقيدة المسيحية النبي موسى ومات ودفن، دعا إلى جسر الهوة بين المسيحيين واليهود.


وانتقد المرجع الشيعي اللبناني السيد محمد حسين فضل الله تصريحات للبابا قال فيها إن التقليد القديم بالحج إلى الأراضي المقدسة "يذكرنا بالرابط غير القابل للكسر الذي يوحد الكنيسة والشعب اليهودي"، وحذر من تحول الفاتيكان "وسيلة لتثبيت كيان العدو وتغطيته مسيحيا".


المصدر: وكالات
***

وسط انتقادات إسلامية وأرثوذكسية
البابا يشيد من الأردن بعمق العلاقة مع اليهود


بنديكت السادس عشر على قمة جبل نبو جنوبي غرب عمان العاصمة (الفرنسية)


قال بابا الفاتيكان إن زيارته إلى الشرق الاوسط هي تذكير بالعلاقة الوثيقة التي لا تنفصم بين الكنيسة الكاثوليكية والشعب اليهودي.

وأضاف بنديكت السادس عشر في ثاني يوم من زيارته إلى الأردن في جولة تقوده إلى الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، أن وجوده في جبل نبو مصدر إلهام ورغبة في التغلب على جميع العقبات التي تحول دون تحقيق المصالحة بين المسيحيين واليهود.
وكان البابا أطل صباحا على الأراضي الفلسطينية وجبال القدس من قمة جبل نبو. ويزور حاليا مسجد الملك حسين بن طلال في العاصمة عمّان.


وتأتي أهمية هذا الجبل بالنسبة للمسيحيين لأنه المكان الذي يقول الإنجيل إن النبي موسى عليه السلام رأى منه أرض الميعاد قبل أن يموت.

وقال مراسل الجزيرة في عمان إن الموقع اعتمد عام 2000 من قبل الفاتيكان للحج المسيحي إضافة إلى مناطق أخرى في المملكة هي قلعة مكاوي  ومزار سيدة الجبل ومزار النبي إيليا.


وذكر المراسل أن البابا سينتقل بعد ذلك إلى مدينة مادبا التي تضم أماكن مقدسة لدى المسيحيين حيث سينظم استقبال شعبي له هناك.

أكاديمية دينية
وسيضع البابا في مادبا حجر الأساس لأكاديمية  لتدريس علوم الدين المسيحي تابعة للبطريركية اللاتينية، وستكون الأولى من نوعها في المنطقة حسبما أفاد مراسل الجزيرة.



صورة وزعها الفاتيكان للبابا بنديكت بالكوفية العربية الحمراء (الفرنسية)
وحول الجدل الذي رافق زيارة البابا إلى المنطقة، قال مراسل الجزيرة إن عدم إدراج أكبر كنيسة أرثوذكسية في برنامج زيارته أثار تحفظات لدى رجال الدين الأرثوذكس في الأردن باعتبار أنهم الطائفة المسيحية الأكبر في البلاد.


وكانت زيارة البابا قد قوبلت باعتراض جماعة الإخوان المسلمين التي طالبته باعتذار علني عن تصريحاته التي صدرت قبل ثلاث سنوات، معتبرة أن الزيارة استفزازية. وأكد الأمين العام للجماعة همام سعيد أن تصريحات البابا لا تكفي لأنها لم تتضمن اعتذارا صريحا.


من جهته قرر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تجميد العلاقات مع البابا والفاتيكان حتى يعتذر عن تصريحاته التي أدلى بها عام 2006 واعتبرت مسيئة للإسلام.

فقد قال الداعية يوسف القرضاوي بخطبة الجمعة إن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين "قرر تجميد العلاقات مع البابا والفاتيكان حتى يصدر منه اعتذار أو موقف يغطي هذا الموقف، ولم يحدث ذلك إلى اليوم".

وكان بنديكت السادس عشر وصل الجمعة إلى المملكة الأردنية في زيارة تستغرق أربعة أيام يتوجه بعدها إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، حيث كان ملك البلاد عبد الله الثاني في مقدمة مستقبليه.



بابا الفاتيكان يطل من جبل نبو على وادي الأردن (رويترز)
ولم يتطرق بابا الفاتيكان في كلمة له عقب وصوله إلى قضايا شائكة، كما لم يعتذر عن تصريحاته المثيرة للجدل عام 2006 والتي وصف فيها الإسلام بأنه "دين عنف" وإنما اكتفى بالعموميات مثل التعايش والسلام.

احترام المسلمين
غير أن البابا عبر في كلمته عن عميق احترامه للمسلمين، مؤكداً أنه يأمل أن تساهم زيارته في بناء علاقات طيبة بين المسلمين والمسيحيين، مشيراً كذلك إلى أنه جاء إلى المنطقة "رحالة سلام وحاجا لزيارة الأماكن المقدسة".

وفي تصريح لقناة الجزيرة قال الأب بشير بدر عضو اللجنة التحضيرية لزيارة بابا الفاتيكان، إن زيارة البابا للأردن الذي يعتبر "البوابة الشرقية لكل الأراضي المقدسة" ولقاءه الملك عبد الله "أطلقا اليوم دفعة وأملاً جديدين في انفتاح أعمق وأكبر بين الديانتين الإسلامية والمسيحية". 

كما اعتبر الأردن الزيارة خطوة لتعزيز دوره كنموذج للتعايش بين الأديان ولحوار الحضارات، خاصة بعد أن تلقى إشادة من البابا الذي قال إن تمكن الرعية الكاثوليكية في المملكة من بناء صروح عبادة دليل على انفتاح أردني وإن الأردن يؤكد الحرية الدينية التي هي حق إنساني.
المصدر: الجزيرة + وكالات
***

حزب العمل الإسلامي يحتج على زيارة البابا للأردن


زكي بني ارشيد (الجزيرة نت-أرشيف)
واصل الإسلاميون في الأردن الاحتجاج على الزيارة التي سيقوم بها بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر للأردن الشهر المقبل.

فبعد انتقاد جماعة الإخوان المسلمين للزيارة ومطالبتها بإرجائها، احتج حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسي للجماعة اليوم الخميس على هذه الزيارة.

وطالب الأمين العام للحزب زكي بني ارشيد الحكومة الأردنية بحثّ البابا على تقديم اعتذار للمسلمين عن تصريحات نسبت إليه قبل ما يزيد عن عامين واعتبرت في العالم الإسلامي مسيئة للإسلام.

وقال بني ارشيد في مذكرة بعث بها إلى رئيس الوزراء نادر الذهبي إن بابا الفاتيكان لم يعتذر عن الإساءة حتى الآن ما يعتبر استفزازا لمشاعر مليار ونصف المليار من المسلمين في أرجاء المعمورة.

زيارة مرفوضة
واعتبر الحزب أن زيارة البابا مرفوضة وغير مرحب بها  في حال إصراره على مواقفه المسيئة للإسلام والمسلمين واستخفافه بمشاعر المسلمين وعدم إعلانه احترام الإسلام والرسول.

وكانت تصريحات قد نسبت للبابا ربط فيها بين العنف والإسلام خلال محاضرة له في بلدة ألمانية عام 2006، قد أثارت ردود فعل واستنكار في العالم الإسلامي.

يشار إلى أن الناطق الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين جميل أبو بكر كان قد طالب بابا الفاتيكان بالاعتذار عن التصريحات التي مست بالإسلام وبالرسول الكريم.

ومن المقرر أن يبدأ البابا في الثامن من الشهر المقبل رحلة للأراضي المقدسة يستهلها بزيارة الأردن لمدة أربعة أيام يتوجه بعدها إلى إسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية.
المصدر: يو بي آي
***

لتصريحاته ضد الإسلام واستثناء غزة
الحركة الإسلامية بفلسطين تقاطع زيارة البابا

الشيخ رائد صلاح (الجزيرة نت)
وديع عواودة-حيفا
تثير زيارة بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر لإسرائيل في مايو/ أيار المقبل نقاشات وتحفظات لدى أوساط إسلامية ومسيحية على خلفية تصريحاته ضد الإسلام علاوة على توقيتها بعد العدوان على غزة المستثناة من الزيارة.

وأكدت الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح مقاطعة الزيارة بسبب تصريحاته السابقة المسيئة للإسلام والنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، واستثناء قطاع غزة من برنامج الزيارة.

وأوضحت الحركة في بيانها أن "علاقاتها مع الأهل النصارى العرب تتسم بالاحترام المتبادل وبالتعاون في حمل هموم المجتمع الفلسطيني"، معتبرة أن ملاحظاتها حول زيارة البابا خاصة بشخصه وبموقفه الذي من خلاله أساء للرسول الكريم.

وقال البيان "موقفنا ديني وليس موقفا سياسيا ولا علاقة له بالمجاملات أو بالعلاقات العامة، فالإساءة للرسول محمد جريمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى".

وأشارت الحركة إلى أنه طالما أصر البابا على موقفه ولم يعتذر ولم يشطب الإساءة المذكورة من مضبطة الفاتيكان فإنها تعلن صراحة عدم مشاركتها في أي فعالية من فعاليات استقباله وتجواله، وشددت على أن "حائط المبكى" جزء من الأقصى كونه حائط البراق.

بين محرقتين 


 زاهي نجيدات (الجزيرة نت-أرشيف)
وقالت الحركة إنه "إذا كان البابا حريصا على مشاعر اليهود إزاء المحرقة أليس حريا به أن يخصص لمحرقة غزة بل محرقة القرن الواحد والعشرين ساعة من زيارته أم هو الخضوع للإملاءات والتهديدات الإسرائيلية؟".

ورأى الناطق بلسان الحركة الإسلامية المحامي زاهي نجيدات أن  مقاطعة زيارة البابا تنم في صلبها عن احتجاج على تصريحاته المسيئة للإسلام.

وأكد نجيدات للجزيرة نت أن الحركة تعد القضية شرعية وغير قابلة لمواقف دبلوماسية. وقال "كان كل شيء قابلا للنقاش عدا هذا الموضوع علاوة على حساسية البابا المفرطة للمحرقة اليهودية مقابل عدم الحساسية لمحرقة غزة".
وردا على سؤال حول استقبال مفتي فلسطين للبابا قال إن هذا السؤال يوجه للذين سيستقبلونه في الحرم القدسي.



تحفظ مسيحي
من ناحية أخرى أرسل القاضي المتقاعد خليل عبود رئيس الجمعية المسيحية العالمية في الناصرة رسالة للبابا قال فيها "إن أهل الناصرة يشعرون بأن توقيت الزيارة المرتقبة للأراضي المقدسة ليس مناسبا، ومع ذلك فالجميع هنا يرحب بكم من كل قلبه".

وانتقد القاضي عبود توقيت الزيارة معتبرا أنه كان يجب تأجيلها لمدة عام على الأقل بعد الحرب على غزة. وقال "أنا متأكد بأن إخواننا المسلمين لديهم تحفظات من الزيارة ناهيك عن أن الحكومة الإسرائيلية التي ستشكل قريبا هي حكومة يمين متطرف".

ومن المقرر أن يزور البابا إضافة إلى مخيم عايدة للاجئين بجوار بيت لحم الحرم القدسي الشريف، وسيلتقي مفتي فلسطين الشيخ محمد حسين في مكتبه بعد زيارة قبة الصخرة.

وردا على سؤال حول الانتقادات الصادرة عن أوساط مسيحية وإسلامية فلسطينية لزيارة البابا إسرائيل بعد جرائمها في غزة أوضح المستشار الإعلامي لزيارة البابا في البلاد وديع أبو نصار أن الفاتيكان تباحث بالموضوع وقرر تنفيذ الزيارة لأنه لا ضمان بتحسن الوضع مستقبلا في حال إرجائها.

وقال "كما أن البابا يرى بزيارته زيارة حج للأرض المقدسة وسيحرص على أن تكون متوازنة".

زيارة حج


وديع أبو نصار (الجزيرة-أرشيف)
أبو نصار الذي آثر عدم التعقيب على مقاطعة الحركة الإسلامية أشار إلى أن زيارة البابا تأتي كحج للديار المقدسة والتواصل مع مسيحييها، وتقديم رسالة حوار مع الأديان. ورأى بها "فاتحة خير" لدفع عملية السلام مشيرا إلى أنه سيحث خلال الزيارة السياسيين لبذل جهود مضاعفة من أجل السلام.

من ناحية أخرى طالب أهالي قرية برعم المهجرة في أعالي الجليل البابا بالتدخل لدى إسرائيل للسماح لهم بالعودة لمنازلهم بعدما طردتهم من ديارهم عام 1949 ولم تحترم قرارا من محكمة العدل العليا بإعادتهم هم وجيرانهم سكان قرية إقرث الذين لقوا ذات المصير.

يشار إلى أن زيارة البابا للمنطقة تشمل الأردن، الضفة الغربية وإسرائيل يلتقي كبار رجال الدين والسياسيين.
المصدر: الجزيرة
***

الصفحة الرئيسية : عربي
 
إسلاميو الأردن يطالبون البابا بالاعتذار وتأجيل زيارته


إسلاميو الأردن طالبو البابا بنديكت السادس عشر بإرجاء زيارته (رويترز-أرشيف)
طالبت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر بالاعتذار عن تصريحات منسوبة إليه مسيئة إلى الإسلام، وإرجاء زيارته إلى الشرق الأوسط.


جاء ذلك على لسان الناطق الإعلامي باسم الجماعة جميل أبو بكر الذي طالب بابا الفاتيكان بالاعتذار عن التصريحات التي "مست بالإسلام وبالرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم".


وأشار في تصريح الأحد إلى أن زيارة بنديكت السادس عشر إلى المنطقة "يجب أن تعبر عن تلاحم وتآلف المسلمين والمسيحيين على مدى التاريخ"، لافتا إلى أن "تجاهل" بابا الفاتيكان لمشاعر المسلمين "سيظل حجر عثرة في سبيل التئام الجرح الذي سببته تصريحاته".


زيارة المحرقة
وانتقد أبو بكر عزم بابا الفاتيكان زيارة نصب "ما يدعى المحرقة" في إسرائيل التي تأتي زيارته إليها بعد وقت قصير من المحرقة التي أشعلها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، وراح ضحيتها مئات الأطفال والنساء والشيوخ وهدمت خلالها المعابد والمستشفيات والمدارس والبنية التحتية".
وأكد أن حائط البراق الذي ينوي البابا زيارته هو "إرث إسلامي مسلوب"، محذرا من مباركة البابا لهذه "الخطوة الاحتلالية" بزيارته له.
وأوضح أن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين "وثيقة، وتتسم بالاحترام والتسامح والتآلف ولا يمكن أن تنعكس تصرفات شخصية لأي كان على متانة هذه العلاقة".


وختم المتحدث تصريحاته بالإعراب عن أمله في أن يتخذ الفاتيكان قرارا بإرجاء هذه الزيارة إلى أن تتم معالجة الإشكالات الناجمة عن تصريحاته السابقة.


ومن المقرر أن يصل بابا الفاتيكان إلى الأردن في الثامن من شهر مايو/أيار المقبل في زيارة تستغرق أربعة أيام تعقبها زيارة لإسرائيل والأراضي الفلسطينية.


المصدر: وكالات
***

البابا ينهي جولة أرادها حجا فكانت سياسة  


البابا يلثم حجر الغسيل بالمكان الذي يُعتقد مسيحيا أن جسد المسيح غسل فيه (الفرنسية)

صلى البابا بنديكت السادس عشر بكنيسة القيامة في البلدة القديمة بالقدس الشرقية أقدس الأماكن المسيحية على الإطلاق، ودعا إلى السلام في الشرق الأوسط، في ختام جولة استمرت ثمانية أيام وشملت الأردن وإسرائيل والأراضي الفلسطينية، حاول أن ينأى بها عن الجدل لكنها حفلت به.


وجثا البابا على ركبتيه في قاعة صغيرة في الكنيسة التي ينظر إليها مسيحيا على أنها مكان صلب ودفن وقيامة السيد المسيح عليه السلام، وقال في صلاة لاحقة "إن مستقبل العدل والسلام والتعاون قد يتحقق" في المنطقة.
وجاءت الصلاة الأخيرة بالجولة في ذكرى نكبة الفلسطينيين، وهم فلسطينيون قال البابا أمس في كنيسة المهد في بيت لحم إنه يتفهم تطلعهم إلى دولة مستقلة، لكن حثهم على أن ينأوا عن "الإرهاب".



البابا التقى رجال دين أرثوذكس وهي طائفة يحاول الفاتيكان فتح حوار معها (الفرنسية)
جسر مع الأرثوذكس
وانتشر آلاف من الشرطة والجيش حول البلدة، حيث التقى البابا ممثلي الكنيستين اليونانية والأرمينية في محاولة لمد جسور مع الأرثوذكس، وهو ملف جعله ضمن أولوياته منذ توليه البابوية.
وأقام البابا أمس قداسا حضره أربعون ألفا على جبل القفزة في بلدة الجليل قرب الناصرة، حيث قضى المسيح عليه السلام جزءا من شبابه حسب الإنجيل وحيث يتركز غالبية الفلسطينيين المسيحيين.


ودعا البابا في قداسه إلى التعايش بين المسيحيين والمسلمين الذين تضررت علاقاتهم بخلاف على بناء مسجد في 2003، والتقى في كنيسة البشارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي طلب منه إسماع صوته ضد إيران الساعية حسبه لتدمير إسرائيل.
وبحث نتنياهو مع البابا، حسب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، تعميق العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والفاتيكان، وتعزيز التفاهم بين اليهودية والمسيحية.
بلا اعتذارات
وحاول البابا أن يقدم جولته على أنها حج على خطى المسيح عليه السلام لا تعكره السياسة، لكن خطاباته لم تخل من النقد، فلامته قيادات إسلامية على عدم اعتذاره عن تصريحات في 2006 عن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وقيادات يهودية إسرائيلية على عدم إبدائه ما يكفي من المشاعر عند حديثه عن المحرقة في متحف ياد فاشم.




نتنياهو طلب من البابا أن يسمع صوته ضد إيران "التي تهدد بتدمير إسرائيل" (الفرنسية)
ودان البابا معاداة السامية، وقال إن المحرقة شيء يجب عدم نسيانه، لكنه لم يعتذر عن الفترة التي قضاها هو في الشبيبة النازية، ولا عما يقول اليهود إنه اضطهاد تاريخي مارسته الكنيسة بحقهم، ولا عما يرونه تغاضيا للبابا بيوس الثاني عشر عما لحق بهم من النازية في الحرب العالمية الثانية.
وكان بنديكت السادس عشر أول بابا يزور المسجد الأقصى على الإطلاق، وأبدى أسفه للجدار العازل كما عبر عن تضامنه مع اللاجئين الفلسطينيين وتعاطفه مع عائلات الأسرى، لكنه لم يزر هذه العائلات كما فعل مع أسرة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، ولم ينتقل إلى غزة وإن دعا إلى رفع الحصار الإسرائيلي عنها وأبدى حزنه على من قتل فيها من الفلسطينيين في الحرب الإسرائيلية الأخيرة عليها.
المصدر: وكالات